محلل سياسي: قرار الجزائر الأخير يدخل في إطار نهج النظام العسكري لأسلوب المعاكسة

حمزة بصير
أثار قرار النظام العسكري الجزائري الأخير بشأن إغلاق مجاله الجوي في وجه الطائرات المغربية، جدلا واسعا واستغراب مواطني الشعبين الشقيقين، من استمرار حكام الجارة الشرقية في نهج هذا الأسلوب، رغم تقديم الملك محمد السادس مرارا سياسة اليد الممدودة وعرض تقديم المساعدة لهذا الطرف، لكن كل ذلك كان ولا يزال يجابه بالرفض.
وفي هذا الصدد، قال حسن بلوان، المتخصص في السياسة وشؤون الصحراء المغربية، في تصريح لقناة “ما 5 تيفي”، إن الجزائر حاولت مرة أخرى بهذا القرار، أن تتخذ خطوة تصعيدية باستفزاز المغرب، الذي يتمنى دائما الخير للشعب الجزائري ولم يتدخل ولو لمرة واحدة في شؤون الجارة الشرقية.
وأضاف بلوان، أن الجزائر تعيش تناقضات داخلية خطيرة جدا، بكون أنه كلما فشل العسكر الجزائري في سياسته الداخلية، فإنها تحاول أن تلهي الشعب الجزائري، باستحضار الأسطوانة المشروخة لوجود عدو خارجي لا يوجد إلا في مخيلة النظام العسكري، مبرزا أن الجزائر في قراراتها السابقة المتعلقة بقطع العلاقات، لم يتم إثبات أية ممارسات عدائية قام بها المغرب في حق الجارة الشرقية.
وأكد المحلل السياسي، أن النظام العسكري ينهج دائما أسلوب المعاكسة وترويج الأكاذيب أمام المغرب، عبر دعم ميليشيات “البوليساريو”، وتسخير دبلوماسيتها في المحافل الدولية من أجل الترويج لأطروحة الانفصال في الصحراء المغربية، وهذا يعبر عن عدم نضج القيادة السياسية والعسكرية في الجزائر.
مبرزا أن الضغط على المغرب لن يحقق به النظام العسكري أهدافه في إخماد الاحتجاجات الشعبية الداخلية التي تطالب بالعدالة الاجتماعية، موضحا أن المملكة تمتلك مشروعا سياسيا تهدف من خلاله إلى تعزيز قوتها الإقليمية، وأن تلعب دورا بارزا في منطقة غرب البحر الأبيض المتوسط.
وشدد بلوان على أن المملكة عاشت خلال السنوات الأخيرة نجاحات كبيرة، وحققت اختراقا هائلا لها بالفضاء الإفريقي عبر تعزيز العلاقات مع عدد من الدول وخلق استثمارات ضخمة هناك وفتح قنصليات في الداخلة والعيون، هذه الأمور زرعت نوعا من الحقد والغيرة لدى النظام العسكري الجزائري.