محققو الأمم المتحدة برئاسة أوجار يعتبرون أن جميع أطراف الصراع الليبي ارتكبت انتهاكات
محققون بالأمم المتحدة

كشف محققون بالأمم المتحدة، اليوم الاثنين 4 أكتوبر 2021، عن أن جميع الأطراف في الصراع الليبي ارتكبت انتهاكات قد تشمل جرائم حرب”، لافتين إلى أنهم “أعدوا قائمة سرية بالمشتبه فيهم”، وفق ما ذكرته وكالة رويترز.
وأوضحت بعثة تقصي الحقائق التابعة للأمم المتحدة التي يقودها وزير العدل المغربي السابق محمد أوجار قائلة: “أشارت التحقيقات إلى أن عدة أطراف في الصراع انتهكت القانون الإنساني الدولي وربما ارتكبت جرائم حرب”.
واتهم تقرير اللجنة على وجه الخصوص مرتزقة من “فاغنر”، وهي شركة أمن روسية، بإطلاق النار على سجناء.
وجاء في التقرير “هناك أسس للاعتقاد بأن أفراد واجنر ربما يكونون قد ارتكبوا جرائم حرب تتمثل في القتل”.
وأضاف التقرير أن طاقم “فاغنر” الروسي خلف وراءه جهاز كمبيوتر لوحي عليه خريطة تحدد مواقع ألغام زرعت قرب مبان مدنية في مناطق غادرتها قوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي) لدى انسحابها، وقتلت الألغام التي صنع أغلبها في روسيا، أو شوهت مدنيين لدى عودتهم لديارهم.
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عندما سئل العام الماضي عن نشاط مرتزقة روس في ليبيا إنه إذا كان هناك أي مقاتلين روس فإنهم لا يمثلون الدولة.
وتوقف القتال الرئيسي في ليبيا العام الماضي بعد التصدي لتقدم قوات شرق ليبيا صوب العاصمة طرابلس في 2020، وقبول الطرفين وقفا لإطلاق النار وحكومة وحدة مؤقتة.
وقال وزير الخارجية الليبي يوم الأحد إن بعض القوات الأجنبية غادرت البلاد في حين تسعى الحكومة لحشد الدعم الدولي لسحب بقية هذه القوات.
استند تقرير اللجنة المكونة من ثلاثة أعضاء، التي تعطل عملها بسبب قيود تتعلق بالميزانية، والمرفوع لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة على مئات الوثائق وصور الأقمار الصناعية ومقابلات مع أكثر من 150 شخصا وتحقيقات في ليبيا وتونس وإيطاليا.
وقال الخبراء المستقلون في التقرير إن التعذيب وغيره من الانتهاكات كانت ترتكب “يوميا” في السجون الليبية ضد مهاجرين محتجزين وهو ما قد يصل إلى حد جرائم ضد الإنسانية.
وحدد محققو الأمم المتحدة المشتبه به في واحدة أسوأ حالات الانتهاكات، وهي عملية قتل نفذتها جماعة مسلحة في مدينة ترهونة، ودفنت الضحايا في مقبرة جماعية.
وأشار المحققون إلى أن المشتبه به الرئيسي هو محمد الكاني، وهو قائد قالوا إنه قُتل في يوليوز الماضي أثناء مداهمة لقوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي).
وكانت جماعة كاني المسلحة تقاتل إلى جانب الجيش الوطني الليبي على مدى سنوات ووجدت ملجأ لها في الأراضي التي يسيطر عليها بعد طردها من ترهونة، ولم يؤكد الجيش الوطني الليبي أو الشرطة في بنغازي من قبل مقتل كاني.
وقال التقرير إنه يُعتقد أن قوات تابعة لحكومة الغرب نفذت قصفا بطائرات مسيرة قتل 12 شخصا على الأقل، منهم نساء وأطفال، في قصر بن غشير جنوبي طرابلس في يونيو 2020 لدى انسحاب الجيش الوطني الليبي بعد محاولته التقدم صوب العاصمة.
يذكر أن الأزمة الليبية لا تزال قائمة منذ نحو عشر سنوات، بعد الإطاحة بالرئيس السابق معمر القدافي، إذ السنوات الأخيرة شهدت قتالا بين فصائل أحدها تابع للمشير خليفة حفتر، وثانيها محسوب على حكومة طرابلس التي تحظى بدعم دولي.