برلين.. المغرب يرأس يوم إفريقيا للعام الثاني على التوالي

ترأس المغرب الاحتفال بيوم إفريقيا، أمس الأربعاء ببرلين، للعام الثاني على التوالي.

 

وبهذه المناسبة، ترأست سفيرة المغرب بألمانيا، زهور العلوي، لجنة السفراء الأفارقة المكلفين بتنظيم هذا الحدث السنوي، المنعقد هذه السنة تحت شعار “منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية: فرص للشركات الألمانية في التجارة البينية الإفريقية”.

 

وتميز هذا الاحتفال الذي نظمته مجموعة السفراء الأفارقة لدى ألمانيا، بالشراكة مع بنك التنمية “KfW” والمؤسسة الألمانية من أجل أفريقيا، بحضور سفينيا شولز، الوزيرة الاتحادية للتعاون الاقتصادي والتنمية الإفريقية وسفراء أفارقة معتمدين لدى برلين وعدد من المسؤولين وممثلي مجتمع الأعمال الألماني.

 

وأبرزت السيدة العلوي، في كلمتها التي ألقتها باسم مجموعة السفراء الأفارقة، أهمية الاحتفال بيوم إفريقيا الذي يظهر، إلى جانب رمزيته، التصميم المشترك للقارة على إسماع صوتها والتزامها، وعلى تأكيد ثقل إفريقيا على الساحة الدولية.

 

وأشارت إلى أن “هذا الحدث يعد أيضا فرصة للتأمل في المسار الذي قطعته بلداننا، والإنجازات التي حققتها والتحديات التي يتعين مواجهتها”.

 

كما أشادت الدبلوماسية المغربية باختيار الموضوع الذي يقارب المصالح المشتركة ويطرح أسئلة مشروعة، خاصة فيما يتعلق بسبل تكثيف المبادلات الاقتصادية بين إفريقيا وألمانيا، معتبرة أنه “حتى لو عرفت هذه المبادلات بعض النمو، فإنها تظل أقل بكثير من مستوى الفرص التي توفرها القارة الأفريقية”.

 

وشددت السيدة العلوي أيضا على أن موضوع المنطقة الحرة الافريقية “له أهمية كبيرة، لأنه يستشرف بالضرورة مستقبل الشراكة الألمانية مع إفريقيا، لا سيما على المدى الطويل”.

 

وتابعت السفيرة بالقول “تتطلب الاضطرابات الجيو استراتيجية الأخيرة استجابات عاجلة وملموسة، وإذا كان من الضروري إجراء تفكير حقيقي في الفرص التي توفرها المنطقة التجارية الحرة للمستثمرين الألمان، فمن الضروري أيضا استكشاف كيف يمكن لمستثمري قارتنا الإفريقية ولوج السوق الألمانية والأوروبية”.

 

من جانبها، أشارت الوزيرة الألمانية إلى أن “التجارة تشهد حاليا نموا، ولكن يجب توجيهها بحيث يستفيد منها الجميع، وخاصة النساء والشباب”، مذكرة بأن “ألمانيا في هذا الصدد، “شريك محترم، يقوم بعمل طويل الأمد للتعاون مع أفريقيا”.

 

وأشارت أيضا إلى أن النهج المشترك بين ألمانيا وأفريقيا تجاه التحديات العالمية مكن من انضمام الاتحاد الافريقي الى مجموعة العشرين وقيادة تعاون مثمر لبلورة أجندة 2063.

 

وشهدت حلقة النقاش، التي نظمت بهذه المناسبة، مشاركة متميزة للمدير العام لمفوضية الاتحاد الإفريقي، فتح الله السجلماسي، بدعوة من مجموعة السفراء الأفارقة في ألمانيا، حيث عرض تقييما لمنطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية منذ إطلاقها في يناير 2021، مبرزا أهمية هذا الفضاء لتنمية القارة، خاصة من خلال دعم ونشر التجارب القارية الناجحة.

 

كما أكد السجلماسي أهمية انضمام افريقيا إلى مجموعة العشرين والحاجة إلى تعزيز الشراكات، سواء على المستوى المؤسسي أو على مستوى القطاع الخاص، بهدف تعزيز التجارة بين أفريقيا وأوروبا.

 

واستعرض بهذه المناسبة الجهود التي يبذلها الاتحاد الأفريقي لتنفيذ استراتيجيات قارية قادرة على تحقيق أهداف أجندة 2063.

 

من جانبه، أبرز نائب المدير العام لأفريقيا بالوزارة الاتحادية للتعاون الاقتصادي والتنمية، فيليب نيل، جهود الوزارة الألمانية لدعم الشركاء الأفارقة، مؤكدا أن ألمانيا “أكبر مانح ثنائي لإفريقيا”.

 

وشدد في هذا الصدد على أن “الدعم الكبير، لا سيما المالي، المقدم في العديد من القطاعات يشهد على الثقة في أفريقيا”.

 

من جانبه، سلط السيد إيليا نوثناجيل، من الجمعية الألمانية لغرف الصناعة والتجارة، الضوء على الاهتمام الذي يبديه القطاع الخاص الألماني بالإمكانات “الهائلة” لمنطقة التجارة الحرة الإفريقية.

 

وتحقيقا لهذه الغاية، دعا الشركاء الأفارقة إلى الاستفادة من “الإمكانات العالية” للمقاولات الصغيرة والمتوسطة والجهات الألمانية.

 

وقد سمح هذا اللقاء، الذي أعقبه حفل استقبال، بالتفاعل البناء بين السلك الدبلوماسي الأفريقي والعديد من المسؤولين والفاعلين المهمين في مجتمع الأعمال الألماني بما عكس الرغبة المشتركة في النهوض بالشراكة الافريقية الألمانية.

تابعنا على Google news
شاهد أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

ما 5 تيفي نود أن نعرض لك إشعارات بأهم الأخبار والتحديثات!
Dismiss
Allow Notifications