خمريش: تأجيل القمة المشتركة بين المغرب وإسبانيا يعود لأسباب ذاتية وموضوعية
عز الدين خمريش

ما 5 تيفي – حمزة بصير
منذ عودة العلاقات المغربية الإسبانية لطبيعتها، بعد إعلان جلالة الملك محمد السادس عن فتح صفحة جديدة مع الجارة الشمالية، وتجاوز الخلافات التي تسببت فيها مدريد بعد استضافتها لزعيم ميليشيات”البوليساريو” إبراهيم غالي، لوحظ غياب اللقاءات الدبلوماسية رفيعة المستوى، كما جرى الحديث أكثر من مرة عن قرب عقد اجتماعات بين قادة وساسة البلدين، قبل أن يتم الإعلان بشكل غير رسمي عن تأجيل ذلك.
وفي هذا السياق، أبرز عز الدين خمريش، أستاذ العلاقات الدولية والعلوم السياسية بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، في تصريح لقناة “ما 5 تيفي” أن تأجيل القمة الدبلوماسية المشتركة بين المغرب وإسبانيا، جاء باقتراح من طرف الرباط لعدة أسباب ذاتية وموضوعية.
وأضاف خمريش أن هذه الأسباب تتمثل في أن المغرب لا زال لم يأتمن إسبانيا، في انتظار أن تبدي الأخيرة حسن نواياها وتعطي إشارات تظهر عدم إمكانية عودتها لارتكاب الأخطاء التي تسببت في الأزمة الأخيرة بين البلدين، بعد استقبال مدريد للمدعو إبراهيم غالي؛ زعيم ميلشيات “البوليساريو”.
وأوضح أستاذ العلاقات الدولية والعلوم السياسية أن المغرب صار اليوم يحتاط من إسبانيا، ولا يريد المجازفة في الدخول في علاقات استراتيجية مع الجارة الشمالية، بالرغم من خطابات المجاملة الدبلوماسية المتبادلة ما بين البلدين من طرف الفاعلين السياسيين ومراكز صناعة القرار.
وأشار المتحدث ذاته، إلى أن إسبانيا لمست حجم الضرر الذي لحقها جراء الأزمة الأخيرة التي نشبت بين مدريد والرباط، وأن المرواغات التي تمارسها الجارة الشمالية تجعل المملكة لا تثق فيها.
وشدد خمريش أن على إسبانيا أن تترجم هاته المجاملات الدبلوماسية والرغبة السياسية في تحسين العلاقات مع المغرب، إلى أفعال على أرض الواقع وليس مجرد أقوال، بمعنى أن الكرة اليوم في مرمى مدريد من أجل أن تحافظ وتقوي علاقاتها الاستراتيجية مع الرباط.