تتعرض المملكة العربية السعودية حاليًا لظروف جوية قاسية، حيث تشمل السيول الجارفة، الضباب الكثيف، وزخات البرد، بالإضافة إلى ظاهرة “الشاهقة المائية” التي ظهرت بشكل غير مسبوق على الشواطئ الغربية، بعد أن كانت تقتصر في السنوات الماضية على عرض البحر.
يأتي ذلك في وقت يواصل فيه المركز الوطني للأرصاد تحذيراته بشأن تقلبات مناخية شديدة الخطورة في بعض المناطق.
وفي الساعات الأخيرة، أصدر المركز تحذيرات بألوان متعددة لتحديد مستويات الخطورة المتفاوتة خلال الساعات القادمة، بدءًا من اللون الأصفر، مرورًا بالبرتقالي، وصولًا إلى الأحمر الذي يمثل أعلى درجات الخطورة.
وقد شملت التحذيرات باللون الأصفر مناطق مثل الرياض (الوسط) وعسير وجازان (الجنوب الغربي)، وهو تحذير يشير إلى حالة جوية تحتاج إلى الحذر ولكنها ليست شديدة الخطورة.
أما التحذيرات باللون البرتقالي فقد طالت منطقتي الباحة (الجنوب) والحدود الشمالية، ما يعكس وجود حالة جوية خطرة قد تؤثر بشكل مباشر على الحياة والممتلكات.
تم توجيه التحذيرات باللون الأحمر إلى منطقتي مكة المكرمة (غرب) والمنطقة الشرقية، مما يعني أنهما مهددتان بحالة جوية شديدة الخطورة قد تهدد الحياة والممتلكات.
تشمل التحذيرات في هذا السياق احتمال جريان السيول، حدوث صواعق رعدية، تشكل ضباب متوسط وكثيف مع انخفاض الرؤية، رياح شديدة السرعة، وارتفاع كبير للأمواج.
تأتي هذه التحذيرات بعد الطقس الصعب الذي شهدته مكة المكرمة يوم الاثنين الماضي، حيث تسببت الأمطار الغزيرة في تشكل سيول جارفة، رصدها ناشطون إعلاميون على منصات التواصل الاجتماعي.
تشكّل السيول في مكة أمر متكرر بسبب طبيعتها الجبلية، إذ تقع المدينة في واد محاط بالجبال من جميع الجهات، مما يسهم في تجميع مياه الأمطار وجريانها بسرعة نحو المناطق المنخفضة.
في تقريرها اليومي، أشارت وزارة البيئة والمياه والزراعة إلى أن 136 محطة رصد هيدرولوجي ومناخي سجلت هطول أمطار في عدة مناطق، بما في ذلك الرياض ومكة المكرمة والمدينة المنورة.
وكانت مكة المكرمة قد سجلت أعلى معدلات هطول الأمطار في المملكة، حيث تراوحت الكميات بين 89 ملم في منى و67.7 ملم في الغزة.
فيما تتوقع وكالة الأنباء السعودية (واس) هطول أمطار رعدية متوسطة إلى غزيرة، مصحوبة بزخات من البرد، في مناطق عسير والباحة ومكة المكرمة، بالإضافة إلى تحذيرات من تكون الضباب وهطول أمطار رعدية على الرياض، القصيم، الشرقية، وجازان.
من جانبها، دعت السلطات المواطنين إلى توخي الحيطة واتباع الإرشادات في مواجهة هذه الأجواء المناخية الصعبة، خاصة في المنطقة الشرقية.
أما عن الظواهر المناخية النادرة، فقد شهدت الشواطئ الغربية للمملكة “شاهقة مائية” غير مسبوقة في تاريخ الظاهرة، حيث لامست الشاطئ لأول مرة في منطقة رابغ، مما ساهم في ارتفاع الأمواج.
أضف تعليقك