استمر الدولار الأميركي في تسجيل مكاسب كبيرة، مما أدى إلى هبوط العملات الآسيوية الرئيسية، مثل الين الياباني، الوون الكوري الجنوبي، اليوان الصيني، والروبية الهندية، إلى أدنى مستوياتها منذ سنوات.
منذ انتخاب دونالد ترامب رئيسًا في نوفمبر 2024، ارتفع الدولار بنسبة 5.39%.
ويُعزى ذلك جزئيًا إلى سياسات ترامب الاقتصادية المعلنة، مثل فرض التعريفات الجمركية وتخفيض الضرائب، والتي تُعتبر تضخمية وتُسهم في جذب رؤوس الأموال إلى الأصول الأميركية ذات العوائد المرتفعة.
رغم أن ضعف العملات الآسيوية يمكن أن يدعم الصادرات، فإنه يفرض تحديات على البنوك المركزية، خصوصًا في ظل المخاوف من التضخم المستورد والمضاربة على انخفاض العملات.
وأدى اتساع الفجوة بين عوائد السندات الأميركية والآسيوية إلى تراجع جاذبية الأصول الآسيوية، ما دفع بعض البنوك المركزية، مثل بنك اليابان وبنك الاحتياطي الهندي، إلى التدخل لدعم عملاتها.
سجل اليوان أدنى مستوى له منذ 16 شهرًا عند 7.3361 في 7 يناير. ورغم أن ضعف اليوان يعزز تنافسية الصادرات الصينية، فإنه يقيّد قدرة بنك الشعب الصيني على خفض أسعار الفائدة دون تعريض الاقتصاد لخطر تدفقات رأس المال إلى الخارج.
وتواجه الصين تحديًا في الحفاظ على سياسات تحفيزية فاعلة وسط هذه الضغوط.
لورين تان من “مورنينج ستار” أوضحت أن الحل قد يكمن في زيادة الإنفاق المالي عبر إصدار سندات طويلة الأجل بدلًا من خفض أسعار الفائدة.
يُتوقع أن يؤدي ضعف اليوان إلى زيادة الضغوط على اقتصادات تعتمد على الصادرات وتتنافس مع الصين، مثل كوريا الجنوبية وتايوان ودول جنوب شرق آسيا.
أعرب الاحتياطي الفيدرالي عن قلقه إزاء التضخم المحتمل نتيجة سياسات ترامب. ومع ارتفاع الدولار، تواجه البنوك المركزية الآسيوية معضلة: خفض أسعار الفائدة قد يحفز النمو الاقتصادي، لكنه قد يزيد من ضعف العملات ويؤجج التضخم المستورد.
وفقًا لتقرير “سيتي ويلث”، قد يُعقد ضعف العملة الصينية المنافسة التصديرية بين الاقتصادات الآسيوية، مما يزيد من أهمية التعاون الإقليمي لتجنب تأثيرات سلبية على النمو الاقتصادي في المنطقة.
أضف تعليقك