قالت أوكرانيا إن المحادثات التي تُعقد مع الولايات المتحدة في المملكة العربية السعودية اليوم الثلاثاء بدأت بشكل “بناء”، بينما كشف مصدر مقرب من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن تفاصيل مقترح لوقف إطلاق نار جزئي مع روسيا.
وأشاد رئيس مكتب الرئاسة الأوكرانية، أندري يرماك، الذي يقود وفد بلاده في المباحثات، ببداية “بناءة” للمحادثات، وأشار في منشور عبر منصة “تليغرام” مرفقًا بصور للقاء إلى أن الاجتماع مع الفريق الأميركي كان مثمرًا، مؤكدًا أن الجهود تتركز على إحلال “سلام عادل ومستدام”.
تعد محادثات جدة هي الأكثر أهمية منذ المشادة الكلامية المثيرة للجدل في البيت الأبيض في 28 فبراير عندما انتقد الرئيس الأميركي دونالد ترامب نظيره الأوكراني زيلينسكي بسبب ما اعتبره “نكرانًا للجميل” تجاه الدعم الأميركي.
سافر زيلينسكي أمس إلى مدينة جدة على البحر الأحمر للقاء ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، لكنه ترك المحادثات مع الجانب الأميركي لثلاثة من كبار مساعديه.
وتوقع الرئيس الأوكراني أن تركز محادثات جدة على ضمانات أمنية وتفضي إلى نتائج عملية، مؤكدًا أن موقف أوكرانيا في هذه المحادثات سيكون “بناء بالكامل”.
كما شدد على أهمية قضية الإفراج عن الأسرى الأوكرانيين وإعادة الأطفال إلى وطنهم كخطوات أساسية لبناء الثقة في الجهود الدبلوماسية.
وأعرب عن شكره للسعودية على دورها المحوري في المنطقة والعالم، مشيرًا إلى أن اللقاء مع ولي العهد السعودي كان إيجابيًا للغاية.
وقال عبر منصات التواصل الاجتماعي: “كان من المهم جدًا سماع كلمات مليئة بالثقة بشأن مستقبل أوكرانيا”.
من جانبه، قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو الذي سينضم إلى المحادثات مستشار الأمن القومي مايكل والتز: “نأمل أن يكون لدينا اجتماع جيد وأن نتمكن من إبلاغكم بأخبار جيدة”.
وأضاف روبيو أن واشنطن تسعى للحصول على مزيد من التفاصيل حول موقف كييف والتنازلات التي قد تكون مستعدة لتقديمها، قائلًا: “لن نتفاوض مسبقًا على أي شيء الآن، نحن في وضع الاستماع.
قد تكون لدينا اقتراحات، لكننا نريد التأكد من موقفهم بشأن هذا وما هم مستعدون للقيام به من أجل السلام”.
في إطار ضغوط الولايات المتحدة، أكدت أوكرانيا في محادثات جدة تأييدها لوقف إطلاق نار محدود.
وقال مسؤول أوكراني لوكالة الصحافة الفرنسية، طالبًا عدم ذكر اسمه: “نقترح وقف إطلاق نار في الجو والبحر، حيث يسهل تطبيق ومراقبة هذين الخيارين، ويمكن البدء بهما”.
وأضاف مصدر مقرب من الرئيس الأوكراني أن “المقترح هو لوقف جزئي لإطلاق النار يمكن مراقبته، ثم نرى كيف سيرد الروس”، مشيرًا إلى أن الإطار الزمني للهدنة لا يزال غير واضح.
ورحب روبيو بهذا المقترح قائلاً: “لا أقول إن هذا كافٍ، لكنه نوع من التنازل الضروري لوضع حد للنزاع”. وتابع: “لن تحصل على وقف إطلاق النار ونهاية للحرب ما لم يقدم الجانبان تنازلات”.
وأشار روبيو إلى أن “الروس لا يمكنهم احتلال كل أوكرانيا، ومن الواضح أنه سيكون من الصعب جدًا على أوكرانيا إجبار الروس على العودة إلى الوضع الذي كان عليه في عام 2014″، في إشارة إلى الهجوم الجزئي الذي شنته روسيا واستيلائها على شبه جزيرة القرم.
تزامن لقاء جدة مع تصعيد غير مسبوق في الهجمات بالطائرات المسيرة، حيث أفادت مصادر روسية بأن 91 طائرة مسيرة أوكرانية على الأقل استهدفت موسكو، مما أسفر عن مقتل شخص وإصابة 18 آخرين، بالإضافة إلى إشعال حرائق وإغلاق بعض المطارات، مما دفع إلى تحويل مسار عشرات الرحلات الجوية.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها أسقطت 337 طائرة مسيرة أوكرانية فوق أراضيها.
يبدو أن توقيت الهجوم يهدف إلى إظهار قدرة كييف على شن هجمات كبيرة، رغم الهجمات الصاروخية الروسية الأخيرة التي أسفرت عن مقتل 14 شخصًا على الأقل يوم السبت الماضي.
أضف تعليقك