حذر فيليب لازاريني، المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، من أن استمرار الضائقة المالية التي تواجهها الوكالة قد يؤدي إلى انهيارها التام، مما سيحرم جيلاً كاملاً من الأطفال الفلسطينيين من التعليم ويزيد من احتمال تصاعد التطرف في المنطقة.
وفي تصريحات أدلى بها للصحافة الفرنسية، الخميس، قال لازاريني إن “هناك خطرًا حقيقيًا من انهيار الأونروا وتفككها من الداخل”.
وأكد أن الوكالة، التي تقدم خدمات حيوية مثل التعليم والرعاية الصحية والمساعدات الإنسانية لحوالي 6 ملايين لاجئ فلسطيني في غزة والضفة الغربية ولبنان والأردن وسوريا منذ أكثر من 70 عامًا، تواجه ضغوطًا غير مسبوقة.
هذا ويعود جزء من هذه الضغوط إلى توقف عدة دول مانحة عن تمويل الوكالة بسبب اتهامات إسرائيلية بأن بعض موظفي الأونروا قد شاركوا في الهجوم الذي شنته المقاومة الفلسطينية في 7 أكتوبر 2023 على مستوطنات غلاف غزة.
كما أضاف لازاريني أن إسرائيل قد أعلنت، في يناير، تعليق عمل الأونروا على أراضيها بموجب قانون صدر في أكتوبر2024، الذي يحظر نشاط الوكالة في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وفي رده على محاولات إسرائيل استبدال الأونروا بمنظمات أخرى، شدد لازاريني على أن الأونروا تقدم خدمات أساسية لا يمكن أن تقدمها أي منظمة غير حكومية أو وكالة أممية أخرى.
وقال: “الأونروا تقدم خدمات شبيهة بالخدمات الحكومية، ولا أرى أي منظمة قادرة على أن تحل محلها فجأة في تقديم هذه الخدمات”.
وأوضح لازاريني أن الأونروا لا تقتصر على المساعدات الإنسانية، بل توفر أيضًا وظائف لآلاف الموظفين في غزة، حيث تدير عمليات لعدد من المنظمات الإنسانية في القطاع الذي دمرته الحرب المستمرة منذ أكثر من 15 شهرًا.
وحذر من أن حرمان الأطفال الفلسطينيين من التعليم سيؤدي إلى مزيد من زعزعة الاستقرار في المنطقة، قائلاً: “إذا حُرم 100 ألف طفل في غزة من التعليم وكان مستقبلهم مهددًا، وإذا كانت مدارسهم مجرد خراب ويعيشون بين الأنقاض، فإننا نزرع بذلك بذور المزيد من التطرف”.
وأضاف: “أعتقد أن هذا سيكون بمثابة وصفة لكارثة”.
أضف تعليقك