فرضت إسرائيل قيودًا مشددة على وصول الفلسطينيين من الضفة الغربية المحتلة إلى مدينة القدس لأداء صلاة الجمعة في المسجد الأقصى، في ثاني جمعة من شهر رمضان، بالتزامن مع استمرار اقتحامات المستوطنين اليومية للأقصى.
وقد عزز الجيش الإسرائيلي قواته على المعابر المؤدية إلى القدس، حيث قام بتدقيق هويات الفلسطينيين ورفض دخول بعضهم بدعوى عدم امتلاكهم التصاريح اللازمة.
وعلى الرغم من حصولهم على التصاريح المطلوبة، مُنع فلسطينيون من محافظتي جنين وطولكرم (شمال الضفة) من الوصول إلى المسجد الأقصى لأداء الصلاة.
يأتي ذلك في إطار استمرار العملية العسكرية الإسرائيلية في محافظتي جنين وطولكرم منذ 21 يناير، والتي أسفرت عن تدمير واسع في المنازل والبنية التحتية، وتسببت في تهجير حوالي 40 ألف فلسطيني، واعتقال نحو 400، وقتل نحو 50 فلسطينيًا، وفقًا للمصادر الفلسطينية.
كما شهد حاجز قلنديا شمال القدس وحاجز 300 جنوب المدينة ازدحامًا شديدًا على بوابات الدخول من الضفة باتجاه القدس.
ومنذ بداية شهر رمضان، تمنع سلطات الاحتلال الفلسطينيين من الضفة الغربية من الوصول إلى المسجد الأقصى، في إطار سياسة بدأتها منذ حرب غزة في أكتوبر2023.
في السادس من مارس، صادق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على فرض قيود صارمة على دخول المصلين الفلسطينيين إلى المسجد الأقصى خلال أيام الجمعة في شهر رمضان.
وبموجب هذه القيود، سيُسمح فقط للرجال فوق 55 عامًا، والنساء فوق 50 عامًا، والأطفال دون سن 12 عامًا بدخول المسجد، شريطة الحصول على تصريح أمني مسبق والخضوع لفحص أمني عند المعابر.
هذا القرار يتزامن مع استمرار اقتحام مئات المستوطنين الإسرائيليين للمسجد الأقصى يوميًا خلال شهر رمضان، في وقت تتصاعد فيه إجراءات التضييق على الفلسطينيين القادمين من الضفة الغربية.
منذ بدء العدوان على غزة والضفة، اقتحم أكثر من 68 ألف مستوطن المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال، في وقت تُشدد فيه إجراءات الدخول للمسجد ومداخل البلدة القديمة.
ورغم القيود الإسرائيلية المشددة، تمكن نحو 90 ألف فلسطيني من أداء صلاة الجمعة الماضية في المسجد الأقصى، وذلك رغم الظروف الجوية الماطرة في المدينة.
ويعتبر الفلسطينيون أن هذه الإجراءات جزء من محاولات إسرائيل لتهويد القدس الشرقية، بما في ذلك المسجد الأقصى، وطمس هويتها العربية والإسلامية.
أضف تعليقك