أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يوم الخميس، أن روسيا تؤيد مبدأ وقف إطلاق النار في الحرب ضد أوكرانيا، ولكنها وضعت عدة شروط قبل الالتزام بأي هدنة.
جاءت هذه التصريحات بعد اقتراح أميركي لوقف إطلاق النار لمدة 30 يوماً، وهو الاقتراح الذي أثار ردود فعل متباينة من أوكرانيا والولايات المتحدة.
وكان قد اجتمع ممثلون من الولايات المتحدة وأوكرانيا في مدينة جدة السعودية يوم الثلاثاء، حيث تم الاتفاق على اقتراح وقف إطلاق النار “الفوري والموقت” لمدة 30 يوماً.
وركز الاقتراح على نقاط مثل:
– تبادل أسرى الحرب.
– إطلاق سراح المعتقلين المدنيين.
– إعادة الأطفال الأوكرانيين الذين تم نقلهم قسراً.
لكن الاقتراح لم يتناول العقوبات المفروضة على روسيا أو الضمانات الأمنية لأوكرانيا، ولكنه أشار إلى دور الحلفاء الأوروبيين في جهود السلام.
أكد بوتين أن روسيا تدعم مبدأ وقف إطلاق النارولكنها بحاجة لمناقشة بعض القضايا الجوهرية قبل الموافقة على الهدنة.
وقد حدد الرئيس الروسي ثلاث نقاط رئيسية تتعلق بالشروط:
1. مصير القوات الأوكرانية في كورسك: في أغسطس 2023، شن الجيش الأوكراني هجومًا مفاجئًا في منطقة كورسك الروسية، واستولى على أراضٍ هناك.
وبينما استعادت روسيا معظم هذه الأراضي، فإن القوات الأوكرانية لا تزال موجودة في المنطقة. تساءل بوتين: “هل سيغادر الجميع هناك دون قتال؟ أو هل ستطلب القيادة الأوكرانية منهم الاستسلام؟”.
2. إعادة تجميع القوات الأوكرانية: أشار بوتين إلى أن فترة وقف إطلاق النار قد تستغلها أوكرانيا لتجميع قوات جديدة والحصول على أسلحة إضافية.
وقال: “كيف سنضمن عدم حدوث ذلك؟ وكيف سيتم تنظيم الرقابة؟”.
3. آلية مراقبة وقف إطلاق النار:تساءل بوتين عن كيفية مراقبة وقف إطلاق النار ومن سيكون المسؤول عن ضمان التزام الطرفين بالاتفاق، قائلاً: “من سيصدر الأوامر بوقف الأعمال العدائية؟ وكيف سيتم تحديد المكان والأشخاص الذين ينتهكون الاتفاق على مسافة آلاف الكيلومترات؟”.
– الولايات المتحدة: وصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب تصريحات بوتين بأنها “واعدة لكنها غير مكتملة”، مضيفًا “سنرى الآن إذا كانت روسيا ستلتزم بذلك.
وإذا لم تفعل، فسيكون ذلك خيبة أمل كبيرة للعالم”. كما أشار وزير الخزانة الأميركي، سكوت بيسنت، إلى استعداد ترامب لممارسة “أقصى قدر من الضغط” على روسيا، بما في ذلك فرض عقوبات جديدة إذا لم تلتزم بوقف إطلاق النار.
– أوكرانيا: اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بوتين بالتحضير لرفض اقتراح وقف إطلاق النار، مؤكدًا في بيان نشره عبر منصة “إكس” أن بوتين “يخشى أن يخبر ترامب مباشرة أنه يريد مواصلة الحرب وقتل الأوكرانيين”.
كما دعا زيلينسكي إلى تكثيف الضغوط على روسيا من خلال فرض المزيد من العقوبات.
من جانب آخر، يرى بعض المحللين أن روسيا قد تستخدم المماطلة كتكتيك عسكري لكسب المزيد من الوقت وتعزيز مكاسبها الميدانية، خاصة في كورسك ودونيتسك.
الباحثة مارينا ميرون من جامعة “كينغز كوليدج” في لندن ترى أن وقف إطلاق النار سيمنح روسيا الوقت لتستعيد السيطرة على مناطق مثل كورسك.
مع تصاعد الضغوط الدولية لإيجاد حل دبلوماسي، يبقى مستقبل وقف إطلاق النار غير واضح.
في حين تسعى واشنطن وكييف لإنهاء الحرب بشروط تضمن استقرار أوكرانيا، تصر موسكو على معالجة مخاوفها الأمنية قبل التزامها بأي اتفاق.
ويبقى السؤال الأهم: هل يمكن لترامب وبوتين التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب، أم أن المفاوضات ستظل عالقة في خلافات يصعب تجاوزها؟
أضف تعليقك