نشرت صحيفة “كالكاليست” الإسرائيلية مقالاً للكاتب نيتسان سادان استعرض فيه كيف تحولت المظلات الشراعية المزودة بمحركات إلى سلاح جوي سري استخدمته حركة حماس خلال هجوم 7 أكتوبر 2023.
وأوضح الكاتب أن هذه المظلات كانت في البداية أداة ترفيهية للرياضة والسياحة، قبل أن يتم تبنيها من قبل وحدات كوماندوز في عدة دول، من الولايات المتحدة إلى كوريا الشمالية، إلى أن استخدمتها حماس كوسيلة اختراق في إطار خطتها الإستراتيجية.
وتناول الكاتب النوعين الرئيسيين لهذه المظلات: الأول مزود بمحرك وخزان وقود يرتبط بحزام يُحمل على الظهر، وهو أبسط وأقل تكلفة، بينما الثاني مزود بعجلات ويتميز باستقراره في الجو، مما يسمح بنقل أكثر من شخص.
وقد استخدم مسلحو حماس كلا النوعين في الهجوم الذي وقع في 7 أكتوبر، وفقًا للصحيفة.
وأشار الكاتب إلى أن فكرة المظلات الشراعية المزودة بمحركات بدأت في الثلاثينيات على يد المهندس الأميركي بادي بوشماير، الذي صمم نموذجًا يعمل بمحرك صغير يمكن إسقاطه من طائرة ثم يطير ذاتياً.
لكن المشروع لم يستمر بعد وفاته. تطورت الفكرة حتى قام المهندس الألماني بيرند يرتيج في 1981 بابتكار مظلة بمحرك يمكن ارتداؤها دون الحاجة إلى هيكل معدني، مما جعلها أكثر عملية.
ثم طُورت في فرنسا عام 1986 لتصبح منتجًا تجاريًا، مما ساهم في انتشارها كأداة رياضية وترفيهية، وبالتالي خفض تكلفتها وزيادة شعبيتها.
لفت الكاتب إلى أن الجيوش، التي كانت مهتمة في البداية بهذه المظلات كوسيلة فعالة ورخيصة لتسليح القوات الخاصة، لم تعتمد عليها بشكل رئيسي، مفضلة المروحيات لنقل القوات.
ومع ذلك، فإن الجماعات المسلحة مثل حماس وجدت في هذه المظلات أداة مثالية نظرًا لتكلفتها المنخفضة وسهولة استخدامها في العمليات السريعة.
وأفاد الكاتب أن الوثائق التي عثرت عليها إسرائيل في قطاع غزة كشفت أن استخدام المظلات لم يكن مجرد تكتيك عسكري، بل جزء من “إستراتيجية الخداع” التي وضعها يحيى السنوار.
فقد أنشأت حماس نوادي رياضية للطيران الشراعي، مما جعل إسرائيل تظن أن استخدامها لهذه المظلات كان لأغراض مدنية فقط، مما أدى إلى إهمال المؤسسة الأمنية الإسرائيلية لهذه التهديدات.
واختتم الكاتب بالقول إن الجيش الإسرائيلي لم يكن مستعدًا لهذا النوع من الهجمات، حيث كانت منظومات الدفاع الجوي مثل “القبة الحديدية” موجهة بشكل أساسي لاعتراض الصواريخ، بينما لم تكن هناك آليات لمواجهة تهديد المظلات الشراعية.
أضف تعليقك