رفع بنك “يو بي إس” السويسري توقعاته لأسعار الذهب للأرباع الأربعة المقبلة إلى 3200 دولار للأوقية، بزيادة عن التوقعات السابقة التي كانت تبلغ 3000 دولار.
ويعكس هذا التعديل في التوقعات تزايد المخاوف من نشوب حرب تجارية عالمية طويلة الأمد، وهو ما يدفع المستثمرين إلى الإقبال على أصول الملاذ الآمن مثل الذهب.
وأشار البنك إلى خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لفرض تعريفات جمركية متبادلة على نطاق واسع، مع فرض تعريفات إضافية على قطاعات محددة في الثاني من أبريل المقبل، معتبرًا أن هذا الإجراء يحمل مخاطر قد تؤدي إلى زيادة الطلب على الذهب كملاذ آمن.
كما أضاف البنك أن الذهب، الذي تجاوز لأول مرة مستوى 3000 دولار للأوقية الأسبوع الماضي، من المتوقع أن يستفيد أيضًا من التوقعات السلبية للاقتصاد الأميركي.
مع تزايد المخاوف من الركود، يقيّم المتداولون احتمالية أن يضطر مجلس الاحتياطي الفدرالي إلى إجراء تخفيضات إضافية في أسعار الفائدة، وهو ما يدعم زيادة الطلب على الذهب.
في السياق نفسه، انضم بنك “يو بي إس” إلى مجموعة من البنوك التي رفعت مؤخرًا توقعاتها لأسعار الذهب.
ففي الأسبوع الماضي، توقعت مجموعة ماكويري غروب أن تصل أسعار الذهب إلى 3500 دولار للأوقية في الربع الثاني من العام الجاري، في حين رفع بنك “بي إن بي باريبا” توقعاته لتسجل متوسط أسعار أعلى من 3000 دولار.
وفي تعاملات اليوم الاثنين، شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا طفيفًا بعد أن سجلت مستوى تاريخيًا الأسبوع الماضي.
في أحدث التعاملات، زادت أوقية الذهب بنسبة 0.36% إلى 2995.34 دولارًا، بينما استقرت العقود الآجلة الأميركية عند 3002.70 دولار للأوقية.
وعلق كلفن وونغ، كبير محللي السوق في منطقة آسيا والمحيط الهادئ لدى “أواندا”، بأن الارتفاع الأخير في أسعار الذهب جاء نتيجة المخاوف من الركود التضخمي.
وقد تراجع مؤشر ثقة المستهلك الأميركي إلى أدنى مستوى له في نحو عامين ونصف في مارس الجاري، مما زاد من توقعات التضخم، وسط القلق من تداعيات الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب، والتي أشعلت حربًا تجارية عالمية ستؤثر سلبًا على الاقتصاد.
استمرت التوترات الجيوسياسية في التأثير على أسواق المعادن النفيسة، حيث تواصل الولايات المتحدة مهاجمة الحوثيين في اليمن، بينما أسفرت الضربات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة عن مقتل 15 فلسطينيًا.
وكل هذه العوامل ساهمت في زيادة الطلب على الذهب كتحوط ضد المخاطر السياسية والاقتصادية.
منذ بداية العام، حقق الذهب مكاسب تقارب 14%، ويترقب المستثمرون الآن اجتماع السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفدرالي المقرر عقده بعد غد الأربعاء، بالإضافة إلى الخطاب المرتقب من رئيس البنك جيروم باول.
أما بالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، فقد شهدت الفضة ارتفاعًا طفيفًا بنسبة 0.08% إلى 33.8 دولارًا للأوقية، بينما زاد البلاتين بنسبة 0.36% ليصل إلى 999 دولارًا، وارتفع البلاديوم بنسبة 1.16% إلى 976.21 دولارًا للأوقية.
أضف تعليقك