في خطوة غير مسبوقة، قررت الجزائر استيراد الأغنام لتلبية احتياجات مواطنيها من الأضاحي خلال عيد الأضحى المقبل، وذلك بسبب ارتفاع الأسعار الذي حال دون قدرة بعض المواطنين على شراء الأضاحي العام الماضي.
ووجه الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، خلال اجتماع مجلس الوزراء الأخير، وزير الفلاحة للاستعداد لإطلاق استشارة دولية لاستيراد ما يصل إلى مليون رأس من الماشية، مع وضع سقف لأسعار الأضاحي في الشروط التي سيتم إعدادها، على أن تتكفل الدولة بالعملية عبر مؤسساتها المتخصصة.
تواجه الجزائر منذ سنوات ارتفاعًا متزايدًا في أسعار الأغنام، ويرجع ذلك إلى تأثيرات الجفاف على المراعي الوطنية، بالإضافة إلى ذبح إناث الخراف بشكل مفرط، مما أدى إلى انخفاض أعدادها.
وفقًا للإحصائيات، فإن عدد الأغنام في البلاد يقدر بنحو 17 مليون رأس، مما يجعل العرض غير كافٍ لتلبية الطلب خلال عيد الأضحى.
وفي العام الماضي، تراوحت أسعار الأضاحي بين 70 ألف دينار و450 ألف دينار (523 إلى 3367 دولارًا)، وهو ما أثار موجة من الاستياء في الأوساط الشعبية بسبب صعوبة تحمّل هذه الأسعار بالنسبة للكثيرين.
يرى مصطفى زبدي، رئيس المنظمة الجزائرية لحماية وإرشاد المستهلك، أن قرار الاستيراد سيساهم بشكل كبير في تراجع أسعار الأغنام في الأسواق المحلية، مؤكدًا أن الأسعار كانت سترتفع بشكل أكبر هذا العام لولا هذا القرار.
ويقول زبدي إن السعر الحالي للأغنام الصغيرة (الحَولي) قد وصل إلى 30 ألف دينار (224.48 دولار)، وهو ما يوضح أن الأسعار قد تشهد زيادة ملحوظة خلال الأيام المقبلة.
تشير بعض التوقعات إلى أن الجزائر قد تستورد الأغنام من دول مثل رومانيا، بعد أن أثبتت الأغنام الرومانية نجاحها في تلبية احتياجات السوق الجزائري خلال العام الماضي.
وفي هذا السياق، يؤكد بعض الخبراء أن الأسعار قد تكون أكثر تنافسية إذا تم استيراد الأغنام من الخارج بما يتماشى مع الشروط التي سيتم تحديدها.
ضمن الإجراءات التنظيمية، وجه الرئيس تبون إلى ضرورة التنسيق مع الهيئات والمؤسسات الحكومية المختصة لبيع الأضاحي بشكل منظم في الولايات، مشيرًا إلى إمكانية البيع عبر المصالح الاجتماعية في المؤسسات والشركات.
كما أكد تبون ضرورة منع تدخل السماسرة الذين قد يرفعون الأسعار، ودعم التعاونيات العامة لضمان توزيع الأضاحي بأسعار معقولة.
من جهته، أكد إبراهيم عمراني، نائب رئيس فدرالية مربي المواشي، أن استيراد الأغنام سيؤدي إلى تخفيف الضغط على السلالة المحلية، ويسمح للمربين بتجديد قطيعهم وتحسين الإنتاجية.
واعتبر عمراني أن هذا القرار سيكون له تأثير إيجابي على مستقبل تربية المواشي في الجزائر، خصوصًا في ما يتعلق بتكاثر القطيع المحلي.
كما أشار إلى أن هذه الاستراتيجية ستساعد الجزائر في التغلب على مشكلة نقص الأغنام المحلية في فترة تتراوح ما بين سنتين ونصف إلى ثلاث سنوات، بشرط الحفاظ على نقاء السلالة الجزائرية وعدم اختلاطها مع الأغنام المستوردة.
يبدو أن القرار الجزائري بالاستيراد هو خطوة هامة في محاولة لتحقيق التوازن بين العرض والطلب، وضمان تلبية احتياجات المواطنين من الأضاحي بأسعار معقولة، خصوصًا في ظل الظروف الاقتصادية الحالية.
أضف تعليقك