قال الخبير العسكري العميد إلياس حنا إن الهجوم الصاروخي الذي استهدف تل أبيب اليوم الخميس من قطاع غزة يُظهر استعداد المقاومة للتعامل مع التصعيد الإسرائيلي، مشيراً إلى أن هذا الهجوم يعكس أيضاً محاولة إسرائيل إعادته إلى طاولة المفاوضات بالقوة.
وفي تحليل نشره على قناة الجزيرة، أوضح حنا أن قصف تل أبيب بعد فترة طويلة من الهدوء يعكس رسالة قوية من المقاومة، مفادها أن على إسرائيل إعادة حساباتها.
وأكد أن هذا الهجوم يعد مؤشراً على نية المقاومة في توسيع نطاق القتال، مشيراً إلى أن إسرائيل، رغم القصف المكثف وحشد القوات البرية في محور نتساريم، لم تتمكن من منع المقاومة من إطلاق الصواريخ.
وأشار حنا إلى أن إسرائيل تحاول فرض واقع جديد على الأرض بالصدمة، مشيراً إلى أن ترك الأمر بلا رد فعل من المقاومة سيعني ضعف قدرتها على التعامل مع التحركات الإسرائيلية.
وأضاف أن الاحتلال يواصل المحاولات للضغط على المقاومة بالتصعيد العسكري، لكن المقاومة تواصل ردها.
وتوقع حنا أن تتغير عمليات المقاومة في غزة إذا قررت إسرائيل شن هجوم بري، معتبراً أن الوضع في غزة قد يختلف بشكل كبير مقارنة بما كان عليه قبل الهدنة، خصوصاً مع عودة السكان إلى مناطق الوسط والشمال التي هجروها لفترة طويلة.
ولفت إلى أن وجود المدنيين في هذه المناطق سيشكل عقبة أمام تقدم القوات البرية الإسرائيلية، ويمنح المقاومة فرصة لإعادة ترتيب صفوفها.
ورغم أن المقاومة لم تُلحق هزيمة مباشرة بإسرائيل، إلا أنها أثبتت قدرتها على إحداث “هزة” كبيرة في صفوف الجيش الإسرائيلي، وفقاً لحنا.
وأضاف أن الهجوم على تل أبيب يعكس أن المقاومة لا تزال قوية ولديها القدرة على مواصلة الضغط العسكري على إسرائيل.
من جانب آخر، أوضح حنا أن الهجوم على تل أبيب لا يشكل ضغطاً عسكرياً بقدر ما هو ضغط سياسي على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وأضاف أن هذه الضربة تؤكد أن المقاومة لا تزال تملك صواريخ نوعية، وأن إسرائيل لم تتمكن من القضاء عليها رغم الحملة العسكرية المكثفة.
وأكد حنا أن إسرائيل، بعد تحركات قواتها في المناطق التي كانت تتواجد فيها بموجب اتفاق وقف إطلاق النار، تُظهر عدم التزامها بالاتفاقات السابقة.
وأشار إلى أن المقاومة ستواصل معركتها حتى النهاية، وأن فكرة استسلامها غير واردة على الإطلاق، لأنها لو كانت ستستسلم لفعلت ذلك في بداية الحرب.
في وقت لاحق، أعلن الجيش الإسرائيلي عن اعتراض ثلاثة صواريخ أُطلقت من جنوب قطاع غزة باتجاه إسرائيل، فيما دوت صافرات الإنذار في تل أبيب.
وأوضح الجيش أنه اعترض صاروخاً واحداً، بينما سقط اثنان آخران في مناطق مفتوحة. كما أشار مراسل الجزيرة إلياس كرام إلى أن منطقة الاعتراض امتدت على مساحة واسعة في جنوب تل أبيب.
من جانبها، قالت كتائب القسام – الجناح العسكري لحركة حماس – إن القصف الصاروخي على تل أبيب جاء رداً على “المجازر الصهيونية” بحق المدنيين الفلسطينيين.
أضف تعليقك