ذكرت صحيفة إسرائيلية اليوم الثلاثاء أنه لا توجد حالياً أي مقترحات جديدة أو مفاوضات حول غزة، في وقت يستعد فيه الجيش الإسرائيلي للمرحلة التالية من عمليته العسكرية في القطاع.
وكانت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين فصائل المقاومة وإسرائيل قد انتهت في الأول من الشهر الجاري، بعد أن دخل الاتفاق حيز التنفيذ في 19 يناير 2025 بوساطة مصرية-قطرية ودعم أميركي.
فيما التزمت حركة حماس ببنود المرحلة الأولى من الاتفاق، رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (المطلوب للعدالة الدولية) البدء في المرحلة الثانية، وذلك استجابة للضغوط من المتطرفين في ائتلافه الحاكم، حسبما أفادت الصحافة الإسرائيلية.
وفي الأيام الأخيرة، أفادت تقارير إسرائيلية أن مصر قدمت مقترحاً يقضي بإطلاق سراح خمسة أسرى إسرائيليين أحياء من غزة مقابل وقف إطلاق النار لمدة شهرين، استئناف المساعدات الإنسانية، وإطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين.
لكن صحيفة “معاريف” نقلت عن مسؤول إسرائيلي لم تكشف عن هويته أن هذا العرض لم يصل عبر الوسطاء إلى المسؤولين الإسرائيليين، مشيرة إلى أنه “لا يوجد أي تقدم في المفاوضات، بل لا توجد مفاوضات أصلاً”، ما يبرر استعداد إسرائيل للانتقال إلى المرحلة التالية من العملية العسكرية.
منذ استئناف الهجوم على غزة في 18 مارس 2025، أسفرت الهجمات عن استشهاد 730 فلسطينياً وإصابة 1367 آخرين، معظمهم من الأطفال والنساء، وفقاً لوزارة الصحة في غزة.
وأكد المصدر الإسرائيلي أن المرحلة التالية من العدوان العسكري تهدف إلى زيادة الضغط على حماس ودفع كبار قادتها إلى إبداء مرونة وقبول خطة المبعوث الأميركي ستيفن ويتكوف.
ووفقاً لمصادر إسرائيلية، فإن القيادة الإسرائيلية تسعى إلى الإفراج عن أكبر عدد ممكن من الأسرى، مع التركيز على الأحياء منهم.
وأشار المصدر إلى أن الضغط العسكري سيزيد بهدف إجبار حماس على الجلوس إلى طاولة المفاوضات، لكن إسرائيل لن تقبل بأي خطة أقل من خطة ويتكوف، التي تقترح إطلاق سراح 10 أسرى إسرائيليين مقابل وقف إطلاق النار لمدة 50 يوماً، إلى جانب إطلاق سراح أسرى فلسطينيين، إدخال مساعدات إنسانية، وبدء المفاوضات بشأن المرحلة الثانية.
من جهتها، أكدت حماس في وقت سابق أنها لم ترفض مقترح ويتكوف، مشيرة إلى أن نتنياهو استأنف الهجوم على غزة لإفشال الاتفاق.
وأعلنت الحركة موافقتها على مقترح الوسطاء، الذي يتضمن إطلاق جندي إسرائيلي-أميركي وتسليم 4 جثامين لمزدوجي الجنسية، في إطار استئناف المفاوضات.
منذ 7 أكتوبر 2023، تمارس إسرائيل، بدعم أميركي، عملية إبادة جماعية على غزة أودت بحياة أكثر من 162 ألف فلسطيني، بينهم آلاف من الأطفال والنساء، فضلاً عن مئات آلاف الجرحى والنازحين.
وفي الوقت نفسه، تعيش غزة حصاراً خانقاً منذ 18 عاماً، مما أدى إلى تدمير منازل نحو 1.5 مليون فلسطيني وتفاقم الوضع الإنساني إلى مراحل متقدمة من المجاعة، بسبب إغلاق المعابر أمام المساعدات الإنسانية.
أضف تعليقك