ارتفع الدولار قليلاً اليوم الأربعاء، بينما بقيت العملات الأخرى دون تغييرات كبيرة، وسط قلق عالمي وترقب لخطة الرسوم الجمركية التي سيعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والتي يُتوقع أن تُحدث تحولات جذرية في النظام التجاري العالمي وتُهز أسواق المال.
في أحدث التعاملات، بلغ سعر اليورو 1.0784 دولار، فيما وصل الجنيه الإسترليني إلى 1.2907 دولار، مع تراجع طفيف لكلا العملتين قبل الإعلان المنتظر من البيت الأبيض عن خطة الرسوم الجمركية في الساعة 20:00 بتوقيت غرينتش.
وقد أطلق ترامب على يوم الأربعاء الثاني من أبريل/نيسان “يوم التحرير”، في خطوة يبدو أنها تمهيد لإعلان هام قد يؤثر على النظام التجاري العالمي.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، إن الرسوم الجمركية المضادة الجديدة ستدخل حيز التنفيذ فور الإعلان عنها.
من جانبها، توقعت الخبيرة الاستراتيجية في العملات لدى كومنولث بنك الأسترالي، كارول كونغ، أن تشهد الأسواق توتراً ملحوظاً قبل الإعلان.
وأضافت أن أي أخبار جديدة تتعلق بالرسوم الجمركية ستؤثر بشكل مباشر على ثقة المستثمرين، مما سيؤدي إلى حركة ملحوظة في أسواق العملات.
فيما يتعلق بالعملات الأخرى، ارتفع الدولار بصورة طفيفة مقابل الين الياباني إلى 149.70 ينا، كما سجل الدولار الأسترالي ارتفاعاً بنسبة 0.36% ليصل إلى 0.62301 دولار، ليعاود التعافي قليلاً بعد تراجعه خلال الأسبوع الماضي.
رغم الترجيحات، لا تزال التفاصيل حول حجم ونطاق الرسوم الجمركية التي قد يفرضها ترامب غامضة، لكن صحيفة “واشنطن بوست” أفادت بأن مساعدي ترامب يدرسون فرض رسوم جمركية عالمية بنسبة 20% على جميع الشركاء التجاريين الرئيسيين، بدلاً من استهداف دول أو منتجات بعينها.
وأوضح ديريك هالبيني، رئيس قسم الأبحاث في بنك “إم يو إف جي”، أن فرض رسوم عالمية بنسبة 20-25% سيكون من الإجراءات الأكثر حدة، ومن المحتمل أن يُثير أكبر رد فعل تجاري لتفادي المخاطر.
وقد زادت المخاوف من الركود الاقتصادي بسبب تصاعد الحرب التجارية العالمية وتأثيرها على أكبر اقتصاد في العالم.
كما أدى الضعف في بعض البيانات الأميركية إلى تقليص قوة الدولار منذ بداية العام.
في هذا السياق، ارتفع مؤشر الدولار – الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل ست عملات رئيسية – بشكل طفيف إلى 104.28 نقاط اليوم، على الرغم من أنه سجل تراجعاً بنسبة 3.1% في مارس، وهو أسوأ أداء شهري منذ نوفمبر الثاني 2022.
في الوقت الذي يعاني فيه الاقتصاد الأميركي من انكماش في قطاع التصنيع، سجل مؤشر التضخم بأسعار المصنع أعلى مستوى له منذ ما يقارب ثلاث سنوات، وسط المخاوف المتزايدة من تداعيات الرسوم الجمركية.
وفي السياق نفسه، تراجع الدولار الكندي قليلاً إلى 1.4304 دولار، كما سجل البيزو المكسيكي انخفاضاً طفيفاً إلى 20.389 للدولار.
وقال مكتب رئيس الوزراء الكندي، مارك كارني، إنه تحدث مع رئيسة المكسيك، كلاوديا شينبوم، بشأن خطة بلاده “لمواجهة الإجراءات التجارية غير المبررة” من الولايات المتحدة.
من جانبه، حذر محافظ بنك اليابان (المركزي)، كازو أويدا، من التأثير الكبير الذي قد تحدثه الرسوم الجمركية الأميركية الجديدة على التجارة العالمية، مشيراً إلى التداعيات المحتملة على النمو الاقتصادي العالمي.
أضف تعليقك