شنت القوات الروسية في الساعات الأخيرة هجمات ليلية مكثفة باستخدام الطائرات المسيرة على مناطق متعددة في أوكرانيا، مما أسفر عن مقتل مدني واحد وإصابة ما لا يقل عن 10 آخرين، بينهم أطفال.
وقال مسؤولون محليون اليوم الأربعاء إن الهجمات تركزت في مناطق مثل زابوريجيا وخاركيف، حيث تكثف روسيا ضرباتها على البنية التحتية والمناطق السكنية.
وفي منطقة زابوريجيا الواقعة في جنوب شرق أوكرانيا، أفاد حاكم المنطقة عبر تطبيق “تليغرام” بمقتل رجل يبلغ من العمر 45 عامًا وإصابة شخصين آخرين (44 و39 عامًا) نتيجة سقوط طائرة مسيرة على سيارات مدنية كانت متوقفة بالقرب من منزل سكني.
أما في خاركيف، ثاني أكبر المدن الأوكرانية، فقد ذكر رئيس بلدية المدينة أن الهجوم أسفر عن إصابة 8 مدنيين، بينهم رضيع في التاسعة من عمره وطفل في السابعة من العمر، في هجوم وصفه بالواسع النطاق.
وأكد أوليغ سينيغوبوف، حاكم منطقة خاركيف، أن القوات الروسية تواصل استهداف المدنيين والبنية التحتية بشكل متكرر، مشيرًا إلى أن الهجوم الأخير يأتي ضمن تصعيد مستمر في الضربات على المدينة.
في المقابل، أعلنت القوات الجوية الأوكرانية عن إسقاط 41 طائرة مسيرة من أصل 74 طائرة أطلقتها روسيا في الليل، فيما فشلت 20 طائرة أخرى في الوصول إلى أهدافها بسبب التشويش الإلكتروني، ولم تُحدد القوات الأوكرانية مصير الـ13 طائرة المتبقية.
من جانبها، أكدت وزارة الدفاع الروسية في بيان رسمي أن دفاعاتها الجوية أسقطت 93 طائرة مسيرة أوكرانية فوق مناطق كورسك وروستوف وبيلغورود، واصفة الهجمات بأنها “رد على استفزازات كييف”.
تأتي هذه الهجمات في ظل تزايد التوترات بين الجانبين، وسط اتهامات متبادلة بخرق اتفاق وقف إطلاق النار الجزئي الذي تم التوصل إليه بوساطة أميركية في فبراير، والذي يركز على حماية المنشآت الحيوية مثل منشآت الطاقة والبحر الأسود.
من جانبها، اتهمت أوكرانيا روسيا بـ”استهداف المدنيين عمداً” ودعت الولايات المتحدة إلى تشديد العقوبات على موسكو، بينما نفت روسيا هذه الاتهامات مؤكدة أن عملياتها تستهدف “الأهداف العسكرية حصراً”.
في خطوة دبلوماسية، كشفت مصادر مطلعة لوكالة “رويترز” عن زيارة مرتقبة لكيريل دميترييف، المبعوث الروسي الخاص للتعاون الاقتصادي الدولي، إلى واشنطن هذا الأسبوع لبحث سبل إنهاء الصراع مع المسؤولين الأميركيين.
ومن المقرر أن يلتقي دميترييف مع المبعوث الأميركي الخاص ستيفن ويتكوف في محاولة لإحياء الحوار بين البلدين.
وعبر دميترييف عن تفاؤله بهذه الزيارة قائلاً عبر منصة “إكس”: “ربما هناك مقاومة حقيقية للحوار بين الولايات المتحدة وروسيا مدفوعة بمصالح متجذرة وروايات قديمة، ولكن ماذا لو كان تحسين العلاقات هو بالضبط ما يحتاجه العالم لتحقيق أمن وسلام عالميين دائمين؟”
في سياق متصل، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن عقد اجتماع مع قادة عسكريين غربيين يوم الجمعة المقبل لبحث إمكانية نشر قوات دولية في أوكرانيا كجزء من “ضمانات أمنية جديدة”.
وفي الوقت ذاته، تواصل روسيا التأكيد على شروطها لإنهاء الحرب، والتي تتضمن حياد أوكرانيا وعدم انضمامها إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، بينما تتمسك كييف بحقها في تقرير مصيرها واختيار تحالفاتها.
أضف تعليقك