كيف تأثرت العلاقات التجارية المغربية الأمريكية بسبب الرسوم الجمركية الأخيرة

منذ وصول الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في يناير، اتخذت إدارته سلسلة من التدابير الاقتصادية القوية بهدف حماية الصناعة الأميركية، أبرزها فرض رسوم جمركية جديدة على الواردات من مختلف دول العالم، بما في ذلك الحلفاء التقليديين للولايات المتحدة.

 

 

ومع مرور الوقت، تصاعدت هذه الحرب التجارية لتشمل مجموعة من الإجراءات المتبادلة التي أثرت بشكل كبير على الاقتصادات الكبرى في العالم، مما تسبب في انهيار أسواق الأسهم وتقليص آفاق النمو العالمي.

 

 

في الثاني من أبريل، أعلن ترامب عن مجموعة من التعريفات الجمركية التي استهدفت جميع الدول التي تتعامل معها الولايات المتحدة، وهو ما أطلق عليه “يوم التحرير”.

 

 

هذا القرار كان ضربة قاسية للتجارة الحرة والعولمة، مما يزيد من تعقيد الأوضاع الاقتصادية في العديد من الدول حول العالم.

 

من المرجح أن يكون لهذه الحرب التجارية تأثير سلبي على الاقتصاديات العربية، والتي تعتمد بشكل كبير على التجارة كركيزة أساسية لنموها الاقتصادي.

 

 

بالإضافة إلى ذلك، فإن الدول التي تربط عملاتها بالدولار الأميركي قد تواجه ضغوطًا فورية نتيجة لتقلبات أسعار الصرف.

 

 

لكن قبل الحديث عن الأثر المحتمل لهذه الحرب التجارية على الدول العربية، من المهم النظر إلى حجم التجارة بين المنطقة والولايات المتحدة.

 

 

في عام 2024، بلغ إجمالي تجارة السلع الأميركية مع منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حوالي 141.7 مليار دولار، وفقًا لمكتب الممثل التجاري للولايات المتحدة (USTR).

 

 

– صادرات السلع الأميركية إلى المنطقة: 80.4 مليار دولار، بزيادة قدرها 5.8% مقارنة بالعام السابق.
– واردات السلع الأميركية من المنطقة: 61.3 مليار دولار، بانخفاض قدره 1.6% عن عام 2023.
– فائض التجارة الأميركية مع دول المنطقة: 19.1 مليار دولار، بزيادة قدرها 39.8% مقارنة بالعام الماضي.

 

 

فيما يخص التجارة بين الولايات المتحدة والمغرب، بلغ إجمالي تجارة السلع الأميركية مع المغرب 7.2 مليارات دولار في 2024.

 

 

كما شهدت صادرات السلع الأميركية إلى المغرب ارتفاعًا بنسبة 37.3% مقارنة بالعام 2023، لتصل إلى 5.3 مليارات دولار.

 

 

بينما بلغت واردات السلع الأميركية من المغرب 1.9 مليار دولار، بزيادة قدرها 12.3%. وحقق فائض التجارة الأميركية مع المغرب 3.4 مليارات دولار، مما يمثل زيادة بنسبة 57.1% مقارنة بالعام السابق.

 

 

إن هذه الأرقام تشير إلى وجود توازن نسبي في التجارة بين الولايات المتحدة والدول العربية، مع تسجيل فائض ملحوظ في التجارة لصالح الولايات المتحدة، وهو ما يعكس الروابط التجارية المتينة بين الطرفين على الرغم من التحديات التي تفرضها الحرب التجارية.