في خطوة غير مسبوقة، أعلنت مجموعتا “كورفا سود” و”كورفا نور”، المساندتان لناديي الرجاء والوداد الرياضيين، عن قرارهما المشترك بمقاطعة مباراة الديربي البيضاوي، موضحتين أن هذه الخطوة جاءت بعد تراكم مشاعر “الاستياء والتهميش وسوء تدبير الشأن الرياضي” في مدينة الدار البيضاء.
وأكدت المجموعتان، في بلاغ مشترك، أن قرار المقاطعة لم يكن ارتجالياً، بل تم اتخاذه خلال اجتماعات تنسيقية داخلية، أعقبتها لقاءات مع السلطات المحلية لتقديم توضيحات بشأن الموقف، مؤكدتين حرصهما على تفادي أي تحريض علني قد يزيد من توتر الأجواء الرياضية بالمدينة.
وأرجعت المجموعتان سبب المقاطعة إلى ما وصفتاه بـ”العشوائية” في تدبير أشغال إصلاح مركب محمد الخامس، إلى جانب “هدر ميزانيات ضخمة دون نتائج ملموسة”، مع التأخر الكبير في إنهاء الأشغال، ما اعتبرتاه استخفافاً بحقوق الجماهير.
كما أشار البلاغ إلى التضييق المستمر على تنقلات المشجعين منذ بداية الموسم، وغياب الإنصاف في إصدار العقوبات التأديبية بين المدن، ما ساهم في تعميق الإحساس بالحيف والتمييز.
وانتقدت المجموعتان ما اعتبرتاه “تهميشاً ممنهجاً للبنية التحتية الرياضية في العاصمة الاقتصادية”، مقارنتين بين وضعية الدار البيضاء ومدن أخرى استفادت من ملاعب حديثة، فضلاً عن استنكار استبعاد المدينة من احتضان مباريات بارزة في كأس العالم 2030، واقتصار دورها على مواجهات هامشية في كأس إفريقيا للأمم 2025.
كما عبّر البلاغ عن رفضه “الأحكام القضائية القاسية الصادرة في حق بعض أعضاء الألتراس بموجب الفصل 507″، إلى جانب التنديد بما وصفوه بـ”حملات التشويه الإعلامي” وتصريحات بعض المسؤولين التي تعكس، حسبهم، “استخفافاً بجماهير المدينة وبدورها الحيوي في المشهد الرياضي الوطني”.
واختتم البلاغ بالتأكيد على أن قرار المقاطعة لا يُعد انسحاباً أو تراجعاً، بل “صرخة لإيقاظ الضمائر، ورسالة احتجاج قوية ضد استغلال الجماهير لتجميل فشل المنظومة الرياضية”، مشددين على أن “شغف الجمهور البيضاوي لا يُقهر، ولا يمكن استغلاله لتسويق بطولة لا ترقى إلى مستوى تطلعاته”.
