تعرف الخارطة السينمائية عبر العالم تمثلات واجتهادات ومبادرات، خارج الإنتاج وفي إطاره وبعده، من تم يقدمون خدمات للفيلم السينمائي من عدة أوجه، ولعل الوجه البارز هو التظاهرات والمهرجانات السينمائية، التي تحتفي بالإنتاجات السينمائية بتعددها، وبالمبدعين والدرس السينمائي ونقاده وجمهوره ومبدعيه، من تم تتميز المهرجانات بتيماتها، ونفس الأمر نعيشه في المغرب مع بعض الفوارق وعلى رأسها أن هذه المهرجانات تعوض أو قل عوضت غياب القاعات السينمائية، ومازالت تلعب دور الدعوة إلى الفرجة والتربية السينمائية، لذا أعتبر كل منظمي هذه التظاهرات والمهرجانات مناضلون فوق العادة. نذكر من هذه المهرجانات، مهرجان تطوان للسينما المتوسطة الذي تأسس سنة 1985 بمبادرة من “جمعية أصدقاء السينما” في تطوان، وهذه السنة يصل عمره إلى أربعين سنة، ودوراته إلى 30.
تجدر الإشارة إلى أن مهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط انطلق سنة 1985 بمبادرة من جمعية أصدقاء السينما بتطوان، وتمكن منذ ذلك الحين من ترسيخ مكانته كمنصة رئيسية للحوار بين الأجيال والتجارب السينمائية المختلفة، ما جعله موعدا ثقافيا بارزا يُسهم في إشاعة قيم الانفتاح والحداثة وتعزيز مكانة مدينة تطوان في الساحة السينمائية المتوسطية، ومكانة السينما في المجال الثقافي والفني، ومن رحمها كان ميلاد مخرجين ونقاد وممثلين وجيل من أهل السينما.
ونحن في أهبة وانتظار أن نحتفي بتجربة مختلفة ورصينة ومحكمة، تفاجأ الرأي العام السينمائي وعموم الجمهور من السينيفيين وجمهور السينما في الوطن العربي والعالم، بحكم أن المهرجان يستضيف فاعليه من خلال أفلامهم ولجنة التحكيم والمكرمين ومتابعة معتادة من الجغرافية العامة وطنيا، عربيا، افريقيا، أوروبيا ومن القارات الخمس، جاء الخبر الحدث، من خلال بلاغ المنظمين الذي أعلن أن “مهرجان تطوان للسينما المتوسطية” يؤجل دورته الــ 30 لأسباب مادية، وينادي ضمن بلاغه باستمرار تعزيز صوت السينما المتوسطية، هذه الدورة الجديدة والمتجددة والتي أعلنت سابقا تاريخها وبرنامجها ولجن تحكيمها ومكرميها، حيث كانت من المنتظر أن تنطلق من 26 نيسان/ أبريل إلى 3 أيار/ مايو 2025 لأسباب مادية.
جاء في بيان إدارة المهرجان أن “هذا القرار نتيجة للصعوبات المالية واللوجستية التي يواجهها المهرجان في اللحظة الراهنة، وهو ما لا يتيح إمكانية تنظيم التظاهرة في ظروف لائقة”.
وتعهد المهرجان في بيانه بــ “تقديم دورة تستجيب لانتظارات الجمهور والمهنيين وضيوف المهرجان”، وحث على بذل الجهود لضمان استمراره “في تعزيز صوت السينما المتوسطية في أفق “. في أفق شهر أكتوبر لسنة 2025، والسؤال الآن، ألا تؤتر البرمجة الجديدة، على مزاحمة المهرجان لمهرجانات تقام أصلا بهذا التاريخ عبر العالم، الأمر الذي سيضع إكراهات أمام الفعاليات التي برمجت حضورها في فعاليات هذه الدورة بالتاريخ الذي أجل.
وكان المهرجان قد أعلن في وقت سابق عن تكريم أسماء بارزة في مجال السينما من بينها المخرج المغربي نبيل عيوش، والمخرج الفرنسي المختص في الأفلام الوثائقية نيكولا فليبير، والممثلة الإسبانية عايدة فولك.
أضف تعليقك