هذا المساء تسمي البيضاء نفسها عبد الوهاب الدكالي مع السينما المستقلة

هي لحظات مستقلة، عشناها طيلة الأسبوع، ساهمت في استقلالية الزمن اليومي، حيث سافرت بنا الأفلام إلى عوالم فوق العالم وفوق الواقع وفوق الروتين وفوق الميتافزيقا، هي لحظات مستقلة أعادت لنا توازن الذات، حيث ذكرتنا مقاهي فضاء المركب الثقافي محمد زفزاف والساتيام القديم، بزفزاف وبوزفور والجماري وبالخوري، وأحمد صبري، وغنام غنام، والطيب الصديقي وعبد القادر البدوي، والطيب لعلج، ونزار قباني ومحمود درويش، وبمرحلة كانت تسكن فيها توريا جبران وعبد الواحد عوزري بقرب المركب الثقافي لمعاريف، دكرتنا الكواليس بمخططي الفن في هذا البلد، نادي العمل السينمائي، بكل رواده وعرابه بحمادي كيروم ومصطفى علواني وملتقىات تاريخية تسعينية (السينما والرواية، السينما وحقوق الإنسان، السينما والتربية) واللائحة طويلة من نقاد وإعلاميين وكتاب ومتتبعين، ذكرتنا الخشبة بأعمال كبرى مرت من هناك تمثل الفن والفكر عبر الجغرافية العالمية من القارات الخمس، مع الدورات الأولى للمهرجان الدولي للمسرح الجامعي للدار البيضاء، أواخر الثمانينات والتسعينيات وصولا إلى الآن، ذكرتنا المقاعد، بصلاح أبو سيف وداود عبد السيد، وأغمو كاتي، ورجي غارودي، والعروي والجابري واللائحة طويلة من المبدعين والسياسيين والمفكرين عبر الوطن والعالم ممثلا في القرات الخمس، فعلا هو المركب الثقافي محمد زفزاف له هذه الطقوس، هو متحف مادي ولامادي، تسكنه أرواح الكبار التي مرت منه، وأطلقت أنفاسها صوتها فيه، ومازال صداه يعم المكان الذي تعود على التراتيل..
اليوم تعلن البيضاء تسميتها الجديدة المتجددة، عبد الوهاب الدكالي بدل من يوم الخميس 17 أبريل 2025، واللحظة التي تعلن عن ذلك هي الساعة السابعة مساءـ التي لم تأت اعتباطا لأن مقترح اللحظة هي السينما الفن السابع، ولأن الذي يأخذ الاسم هو عبد الوهاب الدكالي أيقونة الفن في المغرب والوطن العربي، باعتباره شاهد مرحلة وموثقها، الرجل الذي أغنى الريبرتوار الطربي بأجمل الأغاني، التي تشهد عن إبداع جيل مؤسس ما زال يواصل رسالته، رجل كرس حياته الفنية لإمتاع الجماهير بمؤلفاته التي تجمع بين الزجل المغربي العميق، والموسيقى التي تُمتد من الجذور، واللغة الفصحى على مدى أكثر من خمسين عاما.
وُلِد عبد الوهاب الدكالي في 2 يناير 1941 بمدينة فاس خلال الحماية الفرنسية على المغرب، وسط أسرة محافظة وكان أحد أبنائها الثلاثة عشر. في عام 1959، ذهب إلى الرباط، حيث عمل لفترة وجيزة في الإذاعة والتلفزيون المغربي، ولكنه لم يحب تلك التجربة، فشجعه زملاؤه على الانتقال إلى الدار البيضاء حيث دخل لأول مرة ثقافة الموسيقى. في سنة 1958، تلقى عبد الوهاب الدكالي تدريبًا في المسرح صحبة «فرقة المعمورة» تحت رعاية أساتذة فرنسيين. وفي سنة 1959، قام بإنجاز أول تسجيل لأغنية «مول الخال»، ثم سجل أغنية «يا الغادي في الطوموبيل». وفي سنة 1962 قام بجولته الأولى إلى الشرق العربي فأقام لمدة طويلة في القاهرة. عبر سيرته الفنية، هو المطرب والمثقف، والفنان التشكيلي، والممثل في السينما والتلفزيون.
أحمد طنيش
خبر، تعلن لكم ما5 تيفي، الثقافية، أنها تعد استطلاعا صحفيا، سيقدم فيه بعد من التفاصيل لهذه السينما المستقل التي حررت فرجتنا..