فعاليات حفل اختتام مهرجان السينما المستقلة بالدار البيضاء

شهد المركب الثقافي محمد زفزاف بالدار البيضاء على مدار أسبوع من 11 إلى 17 أبريل 2025، فعاليات مهرجان السينما المستقلة في دورته الرابعة، الحدث الذي شكل انتعاشة للساحة الثقافية البيضاوية، تفاعل من خلالها صناع السينما مع مختلف عينات من الجمهور مهتمين ومثقفين وطلبة وباحثين في مختلف الشعب الفنية والفطرية، الشي الذي يشير الى صحوة ثقافية تعيد الى الاذهان زمن الصالونات الثقافية والحلقيات التي كان تشبع الفكر والعقل مما انتج جيلا من المفكرين العظماء الذين قادوا المرحلة.
في كلمة غاية في العمق في افتتاحية الحفل الختامي قال رئيس المهرجان أن الجدية ليس لها جمهور وهذا ما يجعل التسلية ذات قابلية في الأوساط الاجتماعية المختلفة، وهذه الدورة حملت معها الجدية في قالب التسلية الهادفة مما جعلها تعرف حضور جماهيري ومتابعة صحفية بارزة والمشاركة الدولية في هذه الدورة في المسابقتين الأفلام القصيرة أو الطويلة أضافت بريقها على ليل كازا بلانكا، ملامح الرضا اعتلت محيا الرجل والسعادة كانت العنوان الأبرز فنجاح هذه الدورة فتح باب الطموح على مصراعيه في شغف لتنظيم دورات قادمة بشكل أكبر ومشاركات أكثر، ولم يكن ليفوته في لحظات التألق ان يعطي لكل ذي تعب حقه في الشكر والعرفان والاشادة حيث قال بالحرف لايمكن أن ينجح المثقف دون السياسي والسياسي لا يتقدم دون رؤية المثقف فالعلاقة تكاملية لا تنفصل وإلا أصاب الخلل موازين الثبات.
كل الآليات كانت رهن إشارة إدارة المهرجان داخل مقاطعة المعاريف في شخص رئيسها وفريق عمله اللذين أبدوا السعادة بهذه الصناعة الحية التي تغذي العقول والنفوس وتقوم بفتح أفق الأحلام لشباب المقاطعة خاصة والدار البيضاء والمغرب عامة، مما يجعل الانفتاح على ثقافة الآخر قريبة من خلال شاشة العرض، ندوات المناقشة وورشات التعلم …
عرفت هذه الدورة احتفاليات وتكريمات عديدة وأبرزها كان في ليلة الختام 17أبريل 2025 والتي احتفت بعميد الأغنية المغربية الفنان الأسطورة عبد الوهاب الدكالي هذا العملاق الذي زامن أساطير الفن العربي والعالمي فقد أشاد بصوته محمد عبد الوهاب وأعجبت بصوته أم كلثوم وأطرب الحسن الثاني وجيلا من الكبار رحمهم الله جميعا، المطرب الذي كان بطل أول فيلم روائي طويل حقيقي وفق المعايير السينمائية الدولية والذي شارك فيه نخبة من الفنانين المغاربة، فيلم “الحياة كفاح” من انتاج سنة 1968م، لم يكن تكريمه فقط لأنه موسيقار عبقري بل كذلك لكونه ممثل وله رؤية ودراية كبيرة بالسينما وتاريخها وصنعتها، تفاعل الجمهور مع هذا الكبير وغنى الجميع مراسيل المحبة في تعبير صادق على المحبة واعتراف بالعطاء الفني المنقطع النظير.
سبعة أيام من السعادة الفنية السينمائية تحديدا، ومن الفرجة والثقافة والمثاقفة جمعت البيضاويين بضيوف من أنحاء العالم حملوا معهم في أعنيهم وقلوبهم وذهنيتهم كرم الضيافة وحفاوة الاستقبال الذي اشتهر به المغرب والمغاربة، وكما سيقول المثل الشعبي، لحظة ليلة تدبيرها عام، فعلا نعم سنة من التجهيز والاستعداد لتكون الدورة ناجحة كما يليق بيها ومنذ حفل الختام الليلة يبدأ الاستعداد للقادم الذي يحمل في روحه طموح أكبر برفع الإيقاع .
تغطية: سهام ماهر