عدد كبير من أطفال وشباب عالمنا مهتمّون، والكثير منهم مهووسون بعالم السينما، وربما يبحثون عن طريقة أو تجربة للتعمّق في هذه الصناعة، بشكل يتيح لهم النقاش مع غيرهم من المهتمين بالسينما ومع خبراء للاستفادة من تجاربهم وخبراتهم، وليؤدوا دوراً فعّالاً بموجب موقعهم. ومن خلال بحث بسيط، نلاحظ أنه لا يوجد سوى مهرجان واحد يتيح هذه الفرصة للأطفال والشباب من كافة أنحاء العالم، بشكل احترافي ومجاني، وهو “مهرجان الشارقة السينمائي للأطفال والشباب” في الإمارات العربية المتحدة.
ولأنني أدرك تماماً كمّ المواهب والمهتمين بالسينما في المغرب، فأدعوكم – بصفتي سفيراً للمهرجان – للتقديم عليه بطريقتين:
الطريقة الأولى: بإمكانكم صناعة أفلامكم الخاصة تماماً، وتقديمها لعرضها في المهرجان. الموعد النهائي لتقديم الأفلام للدورة القادمة من المهرجان هو ٣٠ نيسان، وفي حال ارتقاء الفيلم للمستوى المثالي، سيتم اختياره لعرضه ضمن فعاليات المهرجان. وسيتاح للمخرجين المختارين فرصة السفر إلى الشارقة والمشاركة في فعاليات المهرجان: من التعرّف إلى صنّاع أفلام احترافيين وربما منافسين جدد، وتبادل الحوارات والآراء حول الأفلام، والأنواع المفضلة وميول الإخراج، وكيفية اعتماد فكرة لفيلم، وغير ذلك من نقاشات قيّمة ومفيدة تؤسّس لعلاقات احترافية مثمرة تدوم طويلاً. ناهيك عن حضور جلسات الأسئلة والأجوبة التي تُجرى مع شخصيات مرموقة في عالم السينما والترفيه. فمثلاً، أتيحت لي الفرصة أثناء مشاركتي في المهرجان لحضور جلسة مع الفنانين المعروفين: حسين فهمي وليلى علوي، والتعرّف إلى مسيرتهما المهنية، والاتعاظ منها كشخص لديه رغبة في أن يحذو حذوهما، وطرح أسئلة مختلفة عليهما. وهذه اللقاءات لا تقتصر فقط على الشخصيات المعروفة، بل بعد عرض كل فيلم، يمكننا طرح الأسئلة على المخرج، وإذا كنتم أنتم المخرجين، فاستعدوا للإجابة!
الطريقة الثانية: بإمكانكم التقديم كمحكمين واعدين، وهي الطريقة التي فضّلتُ أن أشارك بها في هذا المهرجان. ومن المتوقع أن يُفتح باب التقديم لبرنامج “المحكمين الواعدين” خلال الشهور القليلة القادمة، لذا أنصحكم بمتابعة حسابات المهرجان على وسائل التواصل الاجتماعي، والموجودة في نهاية هذه المقالة.
بالعودة إلى جوهر برنامج “المحكمون الواعدون”، فهو يتيح لمن تتراوح أعمارهم بين ١٢ و٢٠ سنة التقديم ليكونوا في موقع “أعضاء لجنة تحكيم” لفئة “أفلام من صنع الشباب والناشئة” ضمن فعاليات المهرجان. بعد القبول، تُعقد مجموعة لقاءات مع السيدة فاطمة مشربك، مديرة مهرجان الشارقة، لاختبار قدراتنا على التحليل الموضوعي الاحترافي للأفلام، وتوسيع ثقافتنا السينمائية، واكتساب المعلومات الأساسية المتعلقة بتاريخ السينما، لنمتلك الجاهزية كحكّام واعدين. ثم تُبنى الثقة وتعزز روح الفريق بين جميع المحكمين، للدخول في عالم التحكيم ضمن سياق المهرجان، تماماً مثل الخبراء والفنانين الذين يحكمون الفئات الأخرى. كما تُتاح للمشاركين في هذا البرنامج، على هامش دورهم الأساسي كمحكمين للأفلام المصنوعة من قِبل الشباب والناشئة، فرص لتبادل الآراء، واللقاء بالآخرين، وحضور المحاضرات، تماماً كما لو كنتم تقدّمون كمخرجين.
في تجربتي عام ٢٠٢٣، كان المطلوب أثناء التقديم – بالإضافة إلى المعلومات الأساسية مثل الهوية والدراسة والدافع – إنجاز فيديو تحليلي ونقدي لفيلم من اختياري وبصوتي، على ألا يتجاوز خمس دقائق، وألا يقلّ عن ثلاث دقائق، مع تضمين صور ولقطات من الفيلم فيه، ومن ثم إرساله عبر ملف Google Drive إلى البريد الإلكتروني الخاص بالمهرجان، المتوفر على حسابهم في إنستغرام. حينها قامت إدارة المهرجان باختيار عشرة مشاركين للانضمام إلى ورشة “المحكمين الواعدين” التي ذكرتها سابقاً، ثم انتقلنا إلى مرحلة مشاهدة الأفلام القصيرة المشاركة في المسابقة في قلب الشارقة، وهي أفلام من صنع أطفال وناشئة من دول مختلفة، ومن ثم قمنا باختيار الفائزين وفق عدد من المعايير الفنية، والإعلان عن الفائزين ضمن حفل الختام في الشارقة.
وعموماً، فإن مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للأطفال، الذي تأسس عام ٢٠١٣، هو أول مهرجان للأفلام المخصصة للأطفال والشباب في الإمارات، وهو مشروع من مشاريع مؤسسة “فن”، التي تشرف عليها الشيخة جواهر بنت عبد الله القاسمي.
شروط التقدّم لبرنامج المحكمين الواعدين كما تحددها إدارة المهرجان:
أن يكون المتقدم بين ١٢ و٢٠ عاماً.
أن يكون لديه اهتمام بمجال السينما.
أن يمتلك مهارات تواصل ممتازة باللغة العربية أو الإنجليزية.
مهارات تفكير تحليلي ونقدي.
إظهار ميول اجتماعية وحماسية.
البرنامج مفتوح لجميع الجنسيات حول العالم.
أهداف المهرجان الأربعة:
١- تعليم الأطفال والشباب السينما من خلال عروض الأفلام، وورش العمل، والمحادثات السينمائية.
٢- تحفيز الأطفال والشباب من خلال تزويدهم بمنصة لعرض أفلامهم الخاصة.
٣- عرض الثقافات والتقاليد من مختلف أنحاء العالم بواسطة السينما.
٤- إلهام وتدريب الأطفال والشباب ليكونوا صنّاع أفلام مستقبليين، من خلال مقابلة صنّاع أفلام ملهمين ومبدعين.
فعاليات المهرجان:
عروض الأفلام، أنشطة السجادة الخضراء، جلسات الأسئلة والأجوبة، مناقشات لجان التحكيم، ورش العمل، والمقابلات.
مسابقات المهرجان:
مسابقة أفلام من صنع الشباب والناشئة (وهي التي أدعوكم إليها).
مسابقة أفلام الطلبة.
مسابقة الأفلام القصيرة الخليجية.
مسابقة الأفلام القصيرة الدولية.
مسابقة الأفلام الوثائقية.
مسابقة أفلام الأنيميشن (الرسوم المتحركة).
مسابقة الأفلام الروائية الطويلة.
من ضيوف المهرجان السابقين:
الممثل الكندي جاكوب تريمبلي، المغني البريطاني سام يوسف، الفنانون المصريون محمد هنيدي، أحمد زاهر، روجينا، ليلى علوي، حسين فهمي، جميلة عوض، منة عرفة، وجان رامز، الفنانون السوريون سامر المصري، محمود نصر، قيس الشيخ نجيب، والمغنية رشا رزق، والممثلة الكويتية-العراقية هدى حسين.
أما من حكّام المهرجان السابقين:
صانع المحتوى البحريني عمر فاروق، الممثلة البحرينية هيفاء حسين، الممثلون السوريون باسل خياط، عابد فهد، الإماراتيون أحمد الجسمي، سلطان النيادي، عبد الله صالح، الكويتيون شجون الهاجري، عبد الله التركماني، السعودي عبد المحسن النمر، والممثلة العُمانية بثينة الرئيسي.. وغيرهم.
لذلك، فهذه فرصتكم المقبلة لتحقيق أهدافكم، وخوض رحلة غنية تجمع بين التعلّم، والإنجاز، والمحادثات، والمتعة. إذا كنتم ترغبون في تقديم أفلامكم، سارعوا بالتقديم قبل نهاية شهر نيسان/أبريل، وإذا كنتم ترغبون في المشاركة كمحكمين واعدين، انتظروا حتى يتم الإعلان عن فتح باب التقديم، وتابعوا حساب المهرجان على إنستغرام @Sharjahiff
أضف تعليقك