ثقافة

الأدب وسؤال القيم: من الوجدان إلى بناء الوعي

aue.tanich 2 مايو 2025 - 13:58

في سياق الانفتاح على قضايا الفكر المعاصر، وسعيًا إلى ترسيخ القيم في الحقل الثقافي والأكاديمي، نظم منتدى البحث الطلابي في اللغة والثقافة والتواصل، بتنسيق مع مختبر الفكر الإسلامي والترجمة وحوار الثقافات، الملتقى الفكري الثاني تحت عنوان: “الأدب وسؤال القيم”، وذلك يوم الأربعاء 23 أبريل 2025، بقاعة عبد الله العروي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك – الدار البيضاء، بمشاركة الطلبة الباحثين: مصطفى مخليس، أميمة بونخلة، أيوب الصابير، وأحمد ورشات.
جاء هذا الملتقى استجابة لحاجة ملحّة في الفكر العربي الراهن: مساءلة دور الأدب في ترسيخ القيم، وتفكيك الأسئلة الكبرى المرتبطة بالهوية والوعي الجمعي، واستكشاف إمكانات النصوص الأدبية في بثّ المعنى داخل الإنسان، في زمن يتزايد فيه الإغراء بالسطحية والانفصال عن الجذور.
انطلقت الجلسات من تأمل في تحوّلات مفهوم “الأدب” عبر التاريخ، إذ لم يكن محصورًا في التعبير الجمالي أو الترف الفكري، بل مثّل على الدوام حاملاً لقيم تربوية وأخلاقية، ومجالًا لتشكّل الوعي. فالأدب في أصله العربي كان دعوة إلى الكرم، وتربية للذوق، قبل أن يتطوّر ليصبح أداةً للنقد والتنوير، وصوتًا يعكس ضمير الأمة وهمومها.


وقد أُشير في المداخلات إلى أن مفهوم القيم في الأدب العربي لا يمكن فصله عن السياق الحضاري الذي أنتجه، حيث كانت القيم جزءًا لا يتجزأ من بنية النص. لكن مع التحولات الحديثة، وبفعل التفاعل مع المرجعيات الغربية، عرف الأدب العربي في بعض تجلياته انزياحًا عن وظيفته التربوية، ما استدعى مراجعة نقدية عميقة، وعليه تمت الإشارة إلى اجتهادات مفكرين بارزين كـ شوقي ضيف، الذي تتبع تطور الأدب العربي في كتابه التراث العربي، وطه عبد الرحمن الذي شدد على ضرورة استعادة الأدب لروحه الأخلاقية، والغزالي الذي رأى أن المديح لا ينبغي أن يكون غاية، بل وسيلة للإلهام وبناء القيم.
وقد توقف النقاش أيضًا عند تجارب شعرية معاصرة، حاولت أن تُعيد للأدب عمقه الإنساني، كـ نزار قباني ومحمود درويش، اللذين ارتبطت نصوصهما بهمّ أخلاقي وإنساني واضح، ووجّهت خطابها نحو الضمير الجمعي، لا نحو اللذة العابرة.
الأدب، كما خلصت الندوة، ليس مجرد ترف ثقافي، بل هو طاقة معنوية تحمل مشروعًا أخلاقيًا. إنه المجال الذي تتجسد فيه الذاكرة الحية للأمم، ويُستعاد عبره الإنسان في أرقى صوره. وهو ليس حكرًا على المتخصصين، بل يعبر التخصصات ويتجذر في وجدان الشعوب، لأنه يزرع القيم في الطفل كما في المثقف، وفي النص كما في الحياة.
لقد أكد المشاركون أن الحاجة إلى أدب يُربي، ويُهذّب، ويُنير، أصبحت اليوم ضرورة لا خيارًا. فبقدر ما يقدّم الأدب أسئلة، فإنه يمنح أدوات للوعي، ويرسم ملامح الإنسان المتوازن بين العقل والقلب، بين الهوية والانفتاح.

ايمان وليب

15 مايو 2025 - 13:46

المهرجان الوطني لجائزة محمد الجم لمسرح الشباب، التجربة الرائدة لمسرح مستقبلي

12 مايو 2025 - 18:29

جمعية إقلاع تخلد الذكرى الفضية لمهرجان بني عمار بلقاء مفتوح مع الدكتور حسن بلغازي

12 مايو 2025 - 13:04

التراند ميلاد اقتصادي وتطور تواصلي رصدي إعلامي

12 مايو 2025 - 08:16

المهرجان الدولي للسينما الإفريقية بخريبكة في دورته ال 25 يحتفي بالذكرى التأسيس 48

أضف تعليقك