عندما يكتسب أيّ شخص ثقافته من البيئة المحيطة ومن الخبرات التي يتعرّض لها سواءً من الأسرة أو المجتمع فإنّه يخضع لعملياتٍ معقدةٍ من أجل تنمية شخصيته، ويجدر بالذكر أنّ ما يتعلمه الفرد ضمن ثقافته وفي ظل ظروفه قد لا يوافق ولا يناسب ثقافة أخرى، لذا يُمكن تشبيه أيّ شخص ينتقل إلى بلادٍ جديدة ذات ثقافة مختلفة عن ثقافته بالطفل الصغير في البلد الجديد؛ فهو لا يستطيع التحدُّث باللغة الجديدة، كما أنّه لا يستطيع التصرُّف أو ممارسة السلوكيات الصحيحة وفقاً لثقافة البلد الجديد، كما أنّه يفتقر إلى المهارات والمعرفة المتعلّقة بالثقافة الجديدة.
أهمية التعرف على الثقافات المختلفة يوجد العديد من الفوائد الناتجة عن التعرّف على الثقافات المختلفة وفيما يأتي بعض تلك الفوائد:
فهم العالم بصورةٍ جيدة: يضمُّ العالم العديد من الثقافات المختلفة، ويساعد التعرُّف على تلك الثقافات ومحاولة فهمها على تقبُّل وتقدير الأشخاص المختلفين، لذا من المهم على سبيل المثال إتاحة الفرص للأطفال من أجل التعرُّف على أطفالٍ آخرين من ثقافاتٍ أخرى والتفاعل معهم؛ الأمر الذي يساعد على زيادة احترام الآخرين وتقبُّل القيم المختلفة، ومن الممكن أيضاً تسجيلهم في نشاطاتٍ تضمُّ أطفالاً من بلدانٍ مختلفة والتفاعل معهم. التقليل من الصور النمطيّة: يساعد التعرُّف على الثقافات المختلفة والتعلّم عن الأشخاص من مختلف الثقافات على تجنّب تصنيف الأفراد اعتماداً على الصورة النمطية المسبقة عنهم، فكل شخصٍ يختلف عن الآخر ولا يجب تحديد صفات مجتمع كامل اعتماداً على شخصٍ واحدٍ. منع الانقسامات العرقيّة والعنصريّة: تُحدث الانقسامات ضرراً كبيراً في النسيج الاجتماعي، وتساهم في انتشار العنف بين الأفراد المختلفين، بالإضافة إلى سوء توزيع فرص العمل، الأمر الذي يؤدي إلى مشاكل في الموارد البشريّة والماليّة في المجتمع، ويحد انتشار تلك الانقسامات من القدرة على إيجاد حلولٍ مناسبة لتلك المشاكل التي يتعرّض لها المجتمع. تعزيز التواصل الفعّال: تُعد اللغة جزءاً مهماً للتواصل الإنسانيّ، وبالرغم من ذلك لا يُمكن اعتبارها العامل الوحيد الذي يُساهم في التواصل الفعّال، وللثقافة دور مهم في تعزيز التواصل بين الأفراد وبطرقٍ مختلفةٍ كاستخدام اللغة التصويريّة والإيماءات وفهم لغة الجسد. إتاحة الفرصة للتعرُّف على أشخاصٍ جدد: يكون ذلك من خلال المشاركة في الاحتفالات والفعاليات أو حتى زيارة أشخاص من ثقافاتٍ متنوعةٍ، ممّا يُتيح فرصاً لتكوين صداقاتٍ معهم.
اكتساب خبراتٍ جديدة: يحدث ذلك من خلال الانخراط في أنشطة متنوعة مثل الفن، والموسيقى، وباقي التعابير والتعرُّف على أطعمة جديدة، والاستماع إلى قصصٍ من ثقافاتٍ مختلفةٍ، ويساعد التعرُّض لتلك الخبرات الجديدة الأشخاص في اكتشاف عالمهم بشكلٍ أفضل.
أضف تعليقك