يأتي يوم 3 ماي من كل سنة ليذكرنا بأهمية حرية الصحافة، ليس فقط للصحفيين، بل لكل الناس. هذا اليوم العالمي هو مناسبة للتفكير في دور الكلمة الحرة، وفي العلاقة القوية التي تجمع بين الصحافة والثقافة. الصحافة ليست فقط أخبار وسياسة ورياضة، بل هي أيضًا فضاء يعبر فيه الناس عن أفكارهم، هويتهم، وقصصهم. هي صوت الفنان، والأديب، والمثقف، والمواطن العادي. عندما تكون الصحافة حرة، تكون الثقافة كذلك حية، متنوعة، وقادرة على الوصول إلى الجميع.
في المغرب، ورغم أن هناك بعض التقدم في حرية التعبير، إلا أن عدداً من الصحفيين ما زالوا يواجهون صعوبات، خاصة عندما يكتبون في مواضيع حساسة، أو يحاولون كشف بعض الحقائق. وهذا ينعكس على المجال الثقافي أيضاً، لأنه يصعب أن تنمو الثقافة في بيئة تخاف من النقد أو من الاختلاف في الرأي.
الصحفي في المجال الثقافي والفني يكتب ويواكب دينامية، السينما، الأدب، المسرح، التراث، وبذلك يساهم في حفظ ذاكرة المجتمع، وفي دعم الفنانين والمبدعين. لكن هذا الدور لا يمكن أن يتم بشكل جيد إذا لم يكن هناك احترام لحرية الصحافة. فالثقافة لا تحتاج فقط إلى دعم مادي، بل إلى فضاء حرّ، حيث يمكن للناس أن يعبّروا بدون خوف,
يوم 3 ماي هو فرصة لنقول إننا نريد صحافة مستقلة، لا تخدم فقط مصالح معينة، بل تنقل الحقيقة، وتفتح المجال للنقاش الثقافي والفكري. نريده يومًا نحتفل فيه بالصحفيين الذين يشتغلون بضمير، والذين يعتبرون الكلمة مسؤولية قبل أن تكون مهنة.
كما أنه مناسبة لنتذكر أن القارئ له دور كبير أيضًا. فحين يختار الإعلام الجاد، ويشجع الصحافة الثقافية، ويُدافع عن حرية التعبير، فهو يساهم في بناء مجتمع أكثر وعيًا وانفتاحًا.
تبقى الصحافة الحرة قلب الثقافة النابض، وبدون هذا القلب، لن نستطيع أن ننتج فناً حراً، ولا أدباً صادقاً، ولا تفكيراً نقدياً حقيقياً.
حفصة الغزواني
أضف تعليقك