بمناسبة يوم الرقص العالمي يقيم قسم الرقص في المعهد العالي للفنون المسرحية في سورية مساء اليوم 10 مايو 2025، احتفالية على خشبة مسرح سعدالله ونوس في المعهد الذي يحرص على إقامة هذه الاحتفالية سنويًا للتعبير عن فهمه لرسالة الرقص وأهمية هذا الفن في حياتنا، وقد كان من المقرر إقامة هذه الاحتفالية بيوم الرقص العالمي الذي يصادف 29 نيسان إلا أن الأحداث الأخيرة التي جرت في دمشق حالت دون ذلك.
ويبيّن المشرف على الاحتفالية، الأستاذ معتز ملاطيه لي، أن: “احتفال القسم بيوم الرقص العالمي أصبح تقليدًا سنويًا، كمن يحتفل بعيد ميلاده، حيث يعبّر الطلاب من خلاله عن قدراتهم ومهاراتهم، ويترجمون ما وصلوا إليه خلال سنوات دراستهم وتتضمن الاحتفالية 12 لوحة راقصة، أُتيح للطلاب المشاركة في تصميم عدد منها تحت إشراف أساتذتهم، بالإضافة إلى اللوحات التي قام الأساتذة بتصميمها، والتي يغلب عليها الطابع المعاصر لقدرته الكبيرة على التعبير.
الأستاذ معتز ملاطيه لي
يُشار إلى أن الاحتفالية ستمتد ليومين، وتبدأ بإلقاء كلمة يوم الرقص العالمي – من قبل الطالبة داليا ملاطيه لي-التي كتبها الراقص والمصمم ميخائيل باريشنكوف (لاتفيا/الولايات المتحدة الأميركية)، حيث يقول فيها:”يُقال كثيرًا إن الرقص قادر على التعبير عما تعجز الكلمات عن قوله: الفرح، الحزن، واليأس، تتحول إلى حركات مرئية تجسد هشاشتنا الإنسانية المشتركة. ومن خلال هذا التعبير الجسدي، يستطيع الرقص أن يوقظ مشاعر التعاطف، ويلهم طيبة القلب، ويشعل فينا الرغبة في الشفاء لا الإيذاء. وفي هذا الزمن بالذات، حيث يعيش مئات الآلاف ويلات الحروب ويجتازون اضطرابات سياسية ويقفون في وجه الظلم، تصبح الحاجة إلى التأمل الصادق أمرًا جوهريًا. إنه عبء ثقيل يُلقى على الجسد، وعلى الرقص، وعلى الفن نفسه. ومع ذلك، يظل الفن الوسيلة الأصدق لمنح شكل لما لا يقال. ويمكن أن نبدأ ذلك بطرح أسئلة على أنفسنا: أين تكمن حقيقتي؟ كيف أكرم نفسي ومجتمعي؟ ولمن أقدّم هذا الجواب؟”
يذكر أن معتز ملاطيه لي درس في معهد الرقص بجامعة تشارلز 1986 وكُلف بالإشراف على فرقة زنوبيا للفنون الشعبية 1990، أسس فرقة جمرة للرقص 1994، صمم حفل افتتاح بطولة غرب آسيا 2006 ، يدرس في المعهد العالي للفنون المسرحية–قسم الرقص منذ تأسيسه 1996، تسلم رئاسة قسم الرقص في المعهد العالي لعدة سنوات، مشرف على مشاريع التخرج في القسم، له مشارَكات في أكثر من خمسين عملاً مسرحياً كمصمم للرقص، ومن أعماله : شوية وقت، ضجيج وحنين، ملذات شخصية .
الأستاذ نورس عثمان
وعن قسم الرقص في المعهد العالي للفنون المسرحية، يوضح رئيس القسم الأستاذ نورس عثمان بداية أن: “الرقص هو نقطة التوازن بين الجسم والروح، وهو لغة الخطاب بينهما ولغة البشرية الأولى التي استخدمت للتواصل. الرقص حركة تولد نتيجة تفاعل نفسي وجسدي مرجعه الشعور، والرقص بالنسبة لي هو الحياة. مع كل رقصة أقوم بتصميمها أنسج قصة لها بداية، وليس لها نهاية”.. من هنا يدعو عثمان الطلاب للاستمرار في الرقص باعتباره وسيلة للاستمرار في الحياة قائلاً: “ارقص، لا تستسلم”.
يقول عثمان عن القسم الذي تخرج منه،: “تأسس القسم عام 1997، و تخرجت فيه أسماء مهمة أصبحت علامات فارقة في عالم الرقص حول العالم. مرّ القسم خلال فترة الحرب بظروف قاسية، غاب فيها الخبراء الذين ساهموا بإغنائه قبل الحرب، وأُغلقت المنافذ أمامه للاطلاع على أحدث ما توصل إليه العالم من تقنيات. ومع ذلك، لا يزال الراقص السوري محافظًا على مهاراته وتكنيكه العالي في جميع أنواع الرقص التي يتعلمها في القسم، ما يجعله علامة فارقة أينما حلّ”.
ويؤكد عثمان أنه يسعى للاطلاع على تجارب الآخرين عبر إقامة ورشات عمل يشرف عليها راقصون من أوروبا، مشيرًا إلى سعيه حاليًا لإقامة ورشة بإشراف راقصة بريطانية بهدف إغناء تجارب الطلاب والانفتاح على مدارس وتجارب متنوعة في عالم الرقص.
وعن آلية قبول الطلاب في القسم، يشير نورس عثمان إلى أن القبول يتم عبر اختبار يشمل الليونة الجسدية والإيقاع، وتقوم لجنة مؤلفة من شخصيات فنية لامعة باختيار المقبولين للالتحاق بالقسم الذي تستمر الدراسة فيه أربع سنوات، تنتهي بمشروع تخرج.
يذكر أن نورس عثمان تخرّج في المعهد عام 2015، ثم أصبح أستاذاً فرئيساً للقسم، شارك في تأسيس عدة فرق، أشرف على احتفالية يوم المسرح عدة مرات وهو مصمم وراقص، في رصيده عدد من العروض مثل: “آرى ما أريد ” الذي شارك به العام الماضي باسم المعهد في مهرجان عمان للرقص المعاصر.
امينة عباس- دمشق
أضف تعليقك