أكد رئيس مؤسسة “محمد إبراهيم”، محمد إبراهيم، الأحد بمراكش، أن المرحلة الراهنة تتطلب التفكير في حلول مبتكرة ومستقلة تأخذ في الحسبان خصوصية تحديات التنمية بالقارة الإفريقية وضرورة الاعتماد على إمكاناتها الذاتية.
وتوقف السيد إبراهيم، في مداخلة له خلال الجلسة الافتتاحية لملتقى “إبراهيم لنهاية الأسبوع حول الحكامة”، المنعقد بمراكش بين 1 و3 يونيو الجاري، عند السبل الممكنة لتمويل التنمية في إفريقيا واستعادة مكانتها على الساحة الدولية، موضحا أن “تعزيز الأمن وتحقيق السلام يمثلان أساس كل عملية تنموية فعالة وعادلة بالقارة”.
وذكر في هذا السياق، بأن “القارة الإفريقية لا تزال تعاني من حروب ونزاعات وأزمات متعددة الأوجه، مما يشكل عائقا أمام مسار النمو ويقلل من جاذبية القارة للاستثمارات، الداخلية منها والخارجية”.
وأكد السيد إبراهيم أن “صناع القرار الأفارقة يتعين عليهم العمل على إيجاد حلول شاملة ومستدامة”، وذلك بالاعتماد على مقاربة تشاركية وحكامة رشيدة، كمداخل ضرورية لتجاوز الأزمات وتحقيق الاستقرار.
وبعد أن دعا إلى تعزيز الشعور بالانتماء القاري، وتقوية آليات الحوار بين شعوب المنطقة، خلص السيد إبراهيم إلى أن إفريقيا “مطالبة اليوم، أكثر من أي وقت مضى، بأخذ زمام المبادرة، واستشراف مستقبلها بوعي وثقة، من أجل تحقيق الأهداف التنموية المنشودة”.
من جانبها، اعتبرت الأمينة العامة للمنظمة الدولية للفرنكوفونية، السيدة لويز موشيكيوابو، أن الأزمات التي يواجهها العالم قد تشكل فرصا حقيقية لإفريقيا، مؤكدة أن الأزمات الحالية تستدعي ريادة استثنائية وفعالة واعية بتحديات عالم أكثر تعقيدا.
واستعرضت السيدة موشيكيوابو، في هذا السياق، مختلف التحديات التي تواجه إفريقيا، لاسيما تلك المرتبطة بالحكامة الاقتصادية والسياسية، إلى جانب الإدماج الاقتصادي للشباب والنساء.
من جهته، أكد الممثل الأعلى السابق للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية وعضو مجلس مؤسسة “محمد إبراهيم”، جوزيب بوريل، أن انقطاع الدعم الدولي يؤثر سلبا على إفريقيا، التي عانت بشكل كبير جراء هذا الإجراء، داعيا الدول الأوروبية إلى تغيير نموذجها وعدم النظر إلى إفريقيا من منظور الهجرة.
وشدد السيد بوريل، بالمقابل، على أن الدول الأوروبية مدعوة إلى الالتزام ببناء إفريقيا مزدهرة في خدمة ساكنتها وخاصة شبابها.
وتشهد أشغال ملتقى “إبراهيم لنهاية الأسبوع حول الحكامة” دورة 2025، المقامة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، مشاركة ثلة من الشخصيات المرموقة التي تنتمي إلى مجالات السياسة والاقتصاد والمجتمع المدني، من أجل مناقشة موضوع تمويل التنمية في إفريقيا.
ويسلط هذا الحدث الذي تنظمه مؤسسة “محمد إبراهيم” وينعقد سنويا في بلد إفريقي مختلف، الضوء على الدور الأساسي الذي تلعبه موارد إفريقيا في تسريع التنمية وتحويل تموقع القارة في الاقتصاد العالمي الجديد.
أضف تعليقك