تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية على إقتصاد المغرب

إستيقظ العالم يوم الخميس الماضي، على خبر الهجوم الكبير الذي شنته القوات الروسية على أوكرانيا، إذ لازال التوتر السياسي الروسي الأوكراني في تصاعد مستمر إلى حدود هذه الساعة.
ولا شك أن هذه التطورات الميدانية التي تشهدتها أوكرانيا ستساهم بشكل كبير في تأثر الاقتصاد العالمي، ولعل هذا بدأ يظهر بشكل جلي على مستوى إرتفاع أسعار الحبوب عالميا؛ حيث مس الإرتفاع دولا منتجة للقمح مما يثير مخاوف بتداعيات كبيرة على الدول المستوردة، خاصة العربية التي تعتمد بعضها على القمح الأوكراني والروسي.
وفي هذا السياق، أكد الدكتور أحمد درداري أستاذ التعليم العالي بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بتطوان ورئيس المركز الدولي لرصد الأزمات واستشراف السياسات في تصريح خص به موقع “ما 5 تيفي” أن “أزمة أوكرانيا لها انعكاسات على المستوى الدولي من خلال ارتفاع الأسعار الخاصة بكثير من المواد سواء المواد الطبيعية، الصناعية والمواد التجارية أيضا منها: الذهب، البترول، الألمنيوم وغيرها، علاوة على المواد الغذائية.”
وأضاف الدكتور أحمد درداري قائلا: “طبعا، سيكون المغرب من بين الدول التي ستتضرر بارتفاع الأسعار، لكن لمواجهة التداعيات الاقتصادية والاجتماعية لهذه الأزمة يمكن أن يلجأ المغرب إلى سياسة إجتماعية قادرة على مواكبة الأزمة بأقل الأضرار، ذلك من خلال الاعتماد على مبدأي التضامن والتكافل.”
وأردف بالسياق نفسه، “هذه الوسيلة الوحيدة التي يمكن أن يعتمدها المغرب لأن الأزمة ستمر لكن الشعوب القوية والمتينة هي الشعوب المتضامنة التي تتوحد بظرفية الأزمة، خاصة وأن الأسعار تتحكم في الأسواق العالمية لذا الأزمة الأوكرانية الروسية ستنعكس تداعياتها الاقتصادية على جميع الدول والمجالات أيضا.”
وأشار الدكتور أحمد درداري إلى أن المغرب حاليا يعاني من “قلة الأمطار” وكذا تداعيات اقتصادية من قبيل ارتفاع أسعار مواد البناء والغذاء منها المرتبطة بالدقيق، اللحوم، والخضروات، مضيفا، “الملك محمد السادس سبق أن أعلن عن تحديد مليار دولار لمواجهة آثار الجفاف.”
وشدد الدكتور أحمد درداري أستاذ التعليم العالي بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بتطوان على أهمية التضامن لتجاوز هذه الأزمة قائلا: “حين نقول التضامن، يمكن أن نواجه هذه الأزمة بأقل تكلفة هذا هو الخيار لدى الحكومة ولدى صناع القرار بالمغرب لكي يتفاعلوا بشكل إيجابي مع الأزمة وأن لا يتركوا الأزمة تؤثر كثيرا على المواطن ولاسيما أننا نعلم وقع الأزمة، عندما نعود إلى الحرب العالمية الأولى والثانية نجد أن أوروبا عانت الويلات نظرا للآثار السلبية التي تمخضت عن الحرب على الشعوب والمواطن بصفة عامة.”
الفيروس التاجي كورونا خنق شريان الاقتصاد العالمي لشهور عديدة، إلا أن الأنشطة الاقتصادية بدأت استئناف نشاطها من جديد بشكل تدريجي، لكن ظهرت على السطح مخاوف جديدة بسبب ما تشهده أوكرانيا من توتر سياسي.