شهد شهر فبراير الجاري من سنة 2022 أحداثا كثيرة، قد تختلف السيناريوهات والشخصيات لكن المكان واحد “البئر”.
على أمل استقبال سنة جديدة مليئة بالنجاحات والأفراح، احتفلنا بحلول سنة 2022؛ بيد أن ثاني شهر منها كان بمثابة سلسلة كوابيس يعجز اللسان عن وصفها.
مع بداية شهر فبراير، استيقظنا على خبر وقوع الطفل ريان ببئر بدوار إغران التابع لإقليم شفشاون. بدى الأمر للعديد من الأشخاص حادثا عاديا قد ينتهي بنجاة الطفل أو وفاته إلا أن الأحداث أخدت منحى آخر، إذ غدت “قضية الطفل ريان عالمية”.
بئر “دوار إغران”، سرق منا ريان البالغ من العمر خمس سنوات بالخامس من شهر فبراير حيث وافته المنية بعد محاولات إنقاذ مكثفة.
قصة “البئر” لم تنتهي هنا، إذ علمنا بأيام قليلة وفاة طفل آخر بنواحي مدينة تيفلت بعد غرقه بالبئر. قيل أن الهالك كان يحاول تقليد الطفل ريان.
“لعنة البئر” تجاوزت حدود المملكة المغربية لتحل بتونس، إذ تم الإعلان خلال هذا الشهر أيضا عن سقوط تلميذة ببئر عمقها 14 مترا بجهة نعسان التابعة لولاية بن عروس، إلا أن نهاية هذا الحادث كانت سعيدة حيث تمكنت عناصر قوات الحماية المدنية من انتشالها من البئر.
ووفق ما تداولته وسائل إعلام تونسية، وقعت التلميذة بالبئر عندما كانت رفقة زملائها بصدد الهروب من شخص مختل عقليا خلال عودتها لمنزلها.
على غرار الحالات السابقة وبالشهر الثاني من هذه السنة أيضا، تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي وسم “أنقذوا الطفل حيدر”، هل استغربتم أليس كذلك؟
نعم، بئر آخر بأفغانستان يوقع بطفل يبلغ من العمر خمس سنوات يدعى “حيدر”.
صور عمليات إنقاذ الطفل حيدر تكاد تكون مشابهة لعملية إنقاذ ريان بشكل كبير، “جرارات، تجمعات حول البئر وعمليات حفر مستمرة”.
“حادث حيدر” انتهى بوفاته بعد مكوثه ببئر بولاية زابل لمدة ثلاثة أيام.
هذه الحوادث المتتالية جعلت الجميع يتساءل عن “رسالة البئر” لشهر فبراير الجاري. فلا غرو أن فقداننا لكل من الأطفال السابق ذكرهم جعل السلطات بمجموعة من البلدان تتدخل لردم وتحصين الآبار المهجورة وكذا المواصلة على ردم بقية الآبار المكشوفة.
“ظلمات البئر” سرقت منا أرواحا غالية، إلا أنها نبهتنا إلى أهمية الاشتغال على موضوع “ردم الآبار” تفاديا لتكرار مثل الحوادث السابق ذكرها.
