عيد المرأة.. لولا “ربات البيوت” لما كان للبيوت معنى

بركن من زوايا المطبخ، تستعد فاطمة البالغة من العمر أربعين سنة لإعداد مائدة الغذاء بنشاط وحيوية.
لا تضجر السيدة فاطمة أبدا من صوت طنجرة الضغط ولا رائحة الثوم والبصل، إذ اتخذت من المذياع رفيقا يؤنس وحدتها ويكسر صمت المطبخ الذي يعج بروائح مالذ وطاب من أطباق مغربية.
قضت السيدة فاطمة عشرين سنة من الزواج، قد يبدو الرقم مذهلا بعصر أصبح فيه “الطلاق” أمرا سهلا، أليس كذلك؟ عشرون سنة، فترة زمنية تحملت فيها فاطمة مسؤولية أسرة بأكملها مابين “زوجها وأطفالها ثم نفسها”.
للسيدة فاطمة ثلاث بنات وولدان، بيوم من الأيام وجهت إحدى بناتها لها السؤال التالي “سألتنا المعلمة عن وظيفة والدتنا، والدة صديقتي أستاذة ووالدة ابنة جارنا محامية، لكن عندما جاء دوري لم أستطيع الإجابة على هذا السؤال، فما هي صفتك أو مهنتك يا أمي؟
لم تتردد فاطمة ثانية لتقول: “أنا ربة بيت”، لتنهي ذاك النقاش الذي فتحته ابنتها على مائدة العشاء.
“ربة بيت” صفة تنسب للنساء اللواتي اخترن أن يكرسن حياتهن وطاقتهن لخدمة أسرهن الصغيرة، ذلك من خلال أداء أشغال الطبخ، التنظيف وغيرها من المهام المنزلية.
قد يبدو للبعض كسب لقب “ربة بيت” شيء عادي ولا يحتاج دراسات أكاديمية أو شهادات عليا أو ذكاء خارق، لكنه يحتاج لمهارات وملكات حياتية يتم تطويرها مع تجارب الحياة.
باليوم الثامن من شهر مارس لكل سنة، نحتفل بالمرأة العاملة “الأستاذة، الطبيبة، المحامية، المهندسة والصحافية” كونهن نافسن الرجل واستطعن فرض أنفسهن بميادين كانت بوقت سابق حكرا على الذكور فقط، لكن لما لا نسلط الضوء بشكل كبير على “ربات البيوت” اللواتي يعتبرن جنود خفاء بعملية إنشاء جيل مستقبلي واع وملتزم.
فلولا ربات البيوت لما كان للبيوت معنى، ولولا ربات البيوت لإفتقدنا دفء الحضن العائلي.
وبهذا العيد العالمي، يحق لكن يا ربات البيوت أن تحتفلن بانجازاتكن العظيمة كغيركن من النساء العاملات؛ مزيدا من العطاء والانجازات والصدق والوفاء.