“التسول التيكتوكي”.. ظاهرة مضحكة ومبكية

قد يبدو تسول “دراهم معدودة” بالشارع العام من بين الظواهر الاجتماعية المألوفة، لكن هل سمعتم يوما عن “التسول التيكتوكي” ؟
شهدت منصة تيك توك الرقمية تحولا جذريا على المستوى الوطني، حيث تغير مبتغى استخدامها من الترفيه والتواصل إلى أداة لجني المال بطرق تسول مبتكرة ومتجددة.
فما إن تشرع في استخدام تطبيق تيك توك حتى تظهر على الواجهة “لايفات مباشرة” من مدن مختلفة يبثها أشخاص بخلفيات إجتماعية وثقافية متنوعة، في غياب تام لأي نوع من المحتويات الهادفة.
ووفق معاينتي لهذه اللايفات، تبين أن هؤلاء الأشخاص يبثون “لايف مباشر” ثم يطالبون مستخدمي تيك توك بالضغط على مجموعة من الأشياء “الأسد الوردة وغيرها”، المحدد قيمتها المالية بشكل مسبق في آلاف الدراهم.
جني ثروات مالية عن طريق “السعاية الالكترونية” أمر مضحك ومحزن بالوقت نفسه، لكن الأكثر غرابة بهذا الموضوع هو انضمام أصحاب الشواهد التعليمية العالية والكلمات المنمقة الراقية واللغات المتنوعة لهذا السباق اللأخلاقي قصد تحقيق مكسب مادي.
ظاهرة “التسول التيكتوكي” تنتشر بسرعة فائقة، حيث أصبح “الكبير والصغير، المتعلم والجاهل القاطن بالمدينة وبالبادية” مقبلين بشكل فعلي على إطلاق “لايفات مباشرة” متوسلين الجمهور لإرسال مبالغ مالية مهمة.
“التيك توك المغربي في خطر”، ففي ظل ما يشهده تطبيق “تيك توك” من خروقات على مستوى الإستخدام، لا وجود لتدخل إداري من أجل وقف هذه المهزلة.