رجل “المناديل الورقية”

وسط ضجيج الباعة وفوضى المارة “بدرب عمر”، السبت الماضي، وقف رجل في الأربعينات من عمره، مرتديا ملابسا فضفاضة تضفي على شكله “طابع الاستسلام والخضوع”.

 

تبدو على ملامحه المغربية أثار التعب والإرهاق، حيث اعتلت جبينه قطرات عرق تساقطت بغزارة نحو خديه، في حين بدا بلحية غير منسقة تجمع ما بين اللونين الأسود والأبيض.

 

 

رجل ذو قامة طويلة، يرتدي ملابسا عادية جدا ويحمل بيديه كيسا بلاستيكيا يضم علب مناديل ورقية من الحجم المتوسط.

 

اختار ذات الرجل مكانا استراتيجيا بمدخل قيسارية “درب عمر” حيث ينادي كل من ولج هذا المكان قائلا: “كلينيكس أختي، كلينيكس أخويا.”

 

 

استمر رجل “المناديل الورقية” في القيام بالمهمة نفسها لأكثر من ساعة دون ملل، إلا أنه كان يخيب ظنه ويتعكر صفو مزاجه عقب رفض البعض لبضاعته، هذا ناهيك عن تجاهل البعض لنداءاته.

 

 

نداءات استغاثة بصوت ضغيف تحكمه الكرامة وعزة النفس، هكذا أصر رجل المناديل الورقية على بيع بضاعته دون الوقوع بفخ التسول، إذ كان يرفض تلقي دراهم دون مد الزبون بعلبة المناديل.

 

 

تجارة “المناديل الورقية” لا ينتج عنها عادة دراهم كثيرة لكنها على الأقل تحفظ كرامة المرء وإنسانته، فهل تمسح دراهم “المناديل الورقية” فعلا قطرات عرق تعب ساعات من الوقوف بالشارع العام؟ هذا السؤال، رجل المناديل وحده كفيل بالإجابة عليه.

تابعنا على Google news
شاهد أيضا

أضف تعليقك

هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie اوافق لمزيد من المعلومات، يرجى قراءة سياسة الخصوصية

سياسة الخصوصية