الوجه الخفي لمرجان “السرقة على ظهر الأثمان”

 بقلم إيمان الرايس:

 

من منا لا يعرف الشعار الشهير لمرجان وهو “الربح في الجودة والأثمان”، أخبركم أن قناع الجودة قد سقط فاضحا إياه ما خفي عنك أيها الزبون، مصطلح الجودة أضحى في خبر كان فحلت مكانها عبارة “التلاعب في الأثمان”. مرجان لم يكفيها الربح من الأثمنة، بل خطت خطوة جريئة أو إذا صح التعبير بدنيئة، مرتدية قفازات ظاهرها أبيض وباطنها أسود، ضاربة سلامة زبنائها عرض الحائط مستحمرة وعي المستهلك.

 

 

قبل طرحكم تساؤلاتكم عن كيف ولماذا ذلك، دعوني أعيدكم إلى سنة 1990، التي منها بدأ تداول مصطلح مرجان إلى أن أصبح في عصرنا هذا سيرة كل لسان، سلسلة إنبثق جدع نجاحها بك أنت أيها القارئ، بثقتك في جودة المنتجات تمكنت هاته السلسلة من افتتاح 22 متجرا وطنيا، الحديث هنا ليس عن 1000 مستهلك أو 3000 ألاف، وإنما عن “18 مليون زبون سنويا” يتخطى عتبة باب تجاري وثق به وبما لديه، لتتوه عيناك إثر دخولك بدقائق معدودات وسط عبارة “التخفيض” التي كتبت وزينت بالخط العريض فقط من أجلك فتجد نفسك في لحظة ما تقف فوق المكيدة حتى وإن لم تكن ترغب في الشراء، “إنه فن الجذب ياسادة”.

 

 

هنا سنطرح السؤال هل حقا إستطاعت مرجان المراوغة بمصداقيتها مستغنية عن جودتها؟ وكيف إستدرجت هاته السلسلة ثقة المواطن لتحقيق غايتها في التلاعب بأثمنة المنتجات؟

 

صورة متداولة تظهر تناقض التخفيضات
صورة متداولة تظهر تناقض التخفيضات

 

حسب مصادرنا الخاصة، علمنا أن السلسلة المسمات بمرجان تلعب اللعبة لصالح موازينها مسلحة بأثمنة مغشوشة ومنتجات منتهية الصلاحية، واضعة الزبون محل الخاسر بصورة غير مباشرة. هذه ليست تهيؤات أو تأويلات، فقد سبق أن تداولت مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لزبونة راودتها الشكوك حيال أرقام الأثمنة الملصقة على رفوف المتاجر وما تؤديه من أموال في شبابيك الأداء الإلكترونية، فقامت هاته السيدة بتجربة علبة تونة، دون على رفها ثمن 13 درهم وعندما وضعتها أمام ألة خاصة بكشف الأثمنة الأصلية داخل مرجان، إذا بها تتفاجئ بتغير الثمن من 13 إلى 16 درهم فتنصرف غاضبة.

 

 

هذا ما جعل فئة من المواطنين يشتكون إثر التلاعب في الأثمنة معبرين عن سخطهم تجاه عمل غير أخلاقي، ومن بين المشتكين مهدي لعوني موظف بشركة للمعدات الكهربائية، صرح قائلا: “ثقتنا فمرجان مبقاتش من واحد نهار كنا تقدينا متطلبات ديالنا ألقينا علبة طماطم كبيرة الحجم مصوفة رغم أن تاريخ إنتهاء الصلاحية مزال موصل”، ومن جهة أخرى أدلت فاطمة الوردي موظفة بإحدى المؤسسات الخاصة، بشهادتها قائلة: ” بزاف ديال لمرات كنلقى ثمن زايد على لعملية لحسابية لي كندير قبل مكنمشي نخلص فلاكيس”، وأضافت ” سبق لي أشريت كيس سمك الكلامار من مرجان أملي طيبتو أكليتو نت كنموت بالوجع”. هكذا كانت تصريحات بعض المتضررين من أحد أسواق سلسلة مرجان التجارية.

 

 

كخلاصة قد تشكل تلك الدراهم المعدودة المتلاعب بها فرقا كبيرا لدى البعض لكون أن طبقتنا الإجتماعية منقسمة لفئات منها من يستطيع الشراء ومنها من كبلت يداه أزمة غلاء الأسعار عند الإقتناء، فيظل المواطن يتلقى الضربات العنيفة إلى أن تسيل دمائه من ثقوب جيوبه. وسأختم وأقول المغرب يفقد ثقة عملة نادرة وهي “البشر” ولتمعن في هاته الكلمة النظر.

تابعنا على Google news

أضف تعليقك

هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie اوافق لمزيد من المعلومات، يرجى قراءة سياسة الخصوصية

سياسة الخصوصية