عظمة “منتخب الساجدين” وشمت في العقول إلى يوم الدين

بقلم: إيمان الرايس

 

قبل أسابيع قليلة كنا نقول لن ننجح في مغادرة صنف المجموعات وسننهزم، فتغيرت موازين اللعبة عندما تعادلنا مع كرواتيا، وتفوقنا على بلجيكا وسحقنا كندا، فأصبحنا نقول رجاؤك يا ألله في الفوز على إسبانيا.. فقط إسبانيا.. وعندما إلتهمنا الإسبان وصدمنا البرتغال وأبكينا الدون الشهير، احمرت أعيننا وسال لعاب أفواهنا جوعا طامعين أن نغرس أنيابنا في جلد الديك الفرنسي، فلماذا القلل والخيبة الأن أبناء وطننا حققوا ما لم يكن في الحسبان كتبوا إسم المغاربة في التاريخ جعلوا البشرية تبحث عن معنى كلمة “النية”، يا سادة نحن نملك منتخب الساجدين  العظيم الذي حقق إنجازا سيظل موشوما في جدران التاريخ لتمر عليه الأجيال وصولا إلى يوم الدين.

 

أسودنا كانت جريحة وأجسادها منهكة من تعب رافقهم طيلة المباريات الخمس القتالية، أمر عادي أن يتشتت ذهن الأبطال في المباراة السادسة، هذه مجرد البداية أمازال.. مزال.. أما النهاية ليس لدينا لها عنوان.

 

هل تعلمون؟ أن خلف السياج الفاصل بيننا وجيراننا هناك من ينتظر تهاطل دموعكم!، نعم هذا أمر من حقكم، لكن جهل أصحاب السوء أعماهم عن الحقيقة حتى باتوا في خلاف بين بعضهم البعض بدءا من إعلامهم الذي فاحت رائحته العفنة، وصولا لإقالة صحفي إثر بثه خبر فوز المنتخب المغربي على  البرتغال، وقائمة تصرفاتهم اللاأخلاقية لا زالت طويلة و غير منتهية، لن أتعمق فيها وأعطيها أكثر من حجمها فقد سبق وتطرقت لها بما فيه من كفاية.

 

يكفينا ما تلقيناه من إشادات وطنية ودولية لأمراء ووزراء وملوك ورؤساء…أدركوا بعظمة ما حققه المغرب من إنجاز كروي عالمي، ناهيك عن الألوان الحمراء والخضراء التي تصدرت الصفحات الأولى لأكبر الجرائد العالمية معنونة بإسم “الأسود.. منتخب الساجدين.. منتخب المغرب… ” إختر ما شئت من العناوين، والحمدلله الذي أحيانا لننعم بمثل هاته الفرحة المبكية، ونحن نرى لاعبين مستعددين للموت من أجل بلدهم.

 

وبلا شك معظمكم أدرك مدى خباثة الظلم التحكيمي في المبارة الأخيرة، حين تفاجأنا جميعاً عندما رفع الحكم… بطاقة صفراء في وجه سفيان بوفال بدل منحه ضربة جزاء التي كانت كفيلة بقلب الملعب آنذاك رأسا على عقب، لكن ربما ثقة الحكم في عدم إضاعة أسودنا الهدف، جعلته يخاف من منحنا إياه فاختلطت عليه الأمور ولم يجد مفرا سوى ذاك اللون الأصفر اللعين، ومن شدة توتره ذهب ليروي ريقه برشفة ماء رفقة “أصدقائه” الفرنسيين.

 

كأس العالم قطر 2022، كشف عن خبايا النوايا لمخبولين ومعتوهين، فضح الوجوه المتنكرة في الضفف الأوروبية والفيفا وغيرها، مع الأسف حرمنا من التأهل بسبب أيادي فاسدة تعقد صفقاتها تحت “المائدة”، ولكي لا نتوه في مستنقع الدماء الفسادة، سيظل أسود الأطلس هم الفائزون بالنسبة لنا، دائما وأبدا، ولا ننسى أن جميع المنتخبات خرجت من مونديال كأس العالم باكية إلا منتخب المغرب خرج ساجدا حامدا وشاكرا لما قدمه من جهد .. فنحن أمة إذا اعطانا الله سجدنا، وإذا منعنا حمدنا.

تابعنا على Google news
شاهد أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

ما 5 تيفي نود أن نعرض لك إشعارات بأهم الأخبار والتحديثات!
Dismiss
Allow Notifications