ثقافة

فرقة “أحواش أنزال”: تجديد التراث الأمازيغي بين الأصالة والعصرية

aue.tanich 29 أبريل 2025 - 14:21

يعتبر الرقص الأمازيغي جزءًا أساسيًا من التراث الثقافي في المغرب، إذ تعكس كل حركة محطة تاريخية من سيرة الرقصات التقليدية في الجنوب المغربي قصصًا وأصواتًا تعود إلى اكثر من 2000 سنة حسب بعض الباحتين. ومن أبرز هذه الرقصات، تأتي رقصة أحواش، التي تتميز بطابع جماعي وإيقاعات فريدة تمثل الهوية الأمازيغية، ولا سيما في منطقة تارودانت، تأسست فرقة أحواش أنزال التي تحافظ حاليا على هذا النمط في عام 1985 في إحدى القرى نواحي المدينة، ومنذ ذلك الحين أصبحت رمزًا للرقص الأمازيغي التقليدي في المنطقة. تتميز الفرقة بأدائها المتقن لرقصات أحواش التي تجذب الجمهور بشدة، ليس فقط بفضل طابعها الخاص، بل أيضًا بسبب إبداعهم في تنسيق الإيقاعات والحركات الجماعية. ورغم أن العديد من الفرق الأخرى تشارك في تقديم نفس الألوان الفنية، إلا أن هذه الفرقة تميزت بلمستها الخاصة، مما جعلها تحظى بشعبية واسعة، سواء داخل المغرب أو خارجه.


قامت هذه الفرقة في السنوات الأخيرة، بتطوير نفسها وأدخلت لمسات عصرية على عروضها، بحيث حافظت على الهوية الأمازيغية الأصيلّة مع إدخال بعض التعديلات في الملابس والإكسسوارات المغربية التي ارتدتها. هذه التعديلات ساهمت في جذب فئة الشباب بشكل خاص، حيث أصبحوا ملهمين بهذا التراث التقليدي وبكيفية تجديده وتقديمه بطرق جديدة تتماشى مع العصر. كما أدخلت الفرقة بعض التعديلات في الإيقاعات التي تمزج بين الطابع الأصيل و الإبداع العصري، مما جعل عروضها مميزة عن باقي الفرق.لكن إنجازات فرقة أحواش أنزال لم تتوقف عند حدود الحفلات المحلية أو الوطنية فقط، بل شملت أيضًا الساحة الدولية. حيث شاركت الفرقة في العديد من المهرجانات الكبيرة مثل مهرجان تيميتار بأكادير ومهرجان الفنون الشعبية بمراكش، بالإضافة إلى مشاركتها في فعاليات ثقافية دولية في كل من فرنسا وإسبانيا. هذه المشاركات كانت فرصة لتعريف الجمهور الدولي بالفن الأمازيغي، ولإبراز الفرقة كواحدة من الفرق المتخصصة التي تحافظ على التراث وتطوره.
رئيس الفرقة، الحسين آيت بلا، صرح في أحد اللقاءات بأن فرقة “أحواش أنزال” تعمل على تطوير هذا الفن للأجيال الجديدة دون المساس بجوهره الأصلي. وأضاف أن الفرقة بصدد إطلاق مشروع رقمي لتوثيق الرقصات والأهازيج التقليدية، وهو المشروع الذي يهدف إلى الحفاظ على التراث الأمازيغي في عصر التكنولوجيا والرقمنة. هذه المبادرة تُعد خطوة هامة لحفظ الثقافة الأمازيغية للأجيال المقبلة.
هذا ورغم النجاحات التي حققتها الفرقة على الصعيدين المحلي والدولي، فإنها لا تزال تواجه صعوبات مثل قلة الدعم الحكومي ونقص المنصات المخصصة للرقص الشعبي في المغرب. ورغم هذه الظروف تواصل فرقة أحواش أنزال عروضها في المدارس والمهرجانات الثقافية، مؤمنة بأن الحفاظ على هذا التراث هو مسؤولية جماعية، و بهذا تظل فرقة أحواش أنزال رمزًا حيًا للتراث الأمازيغي. بمشاركتها في المهرجانات الوطنية والدولية وتفاعلها مع الأجيال الجديدة، وتساهم في الحفاظ على الهوية المغربية وتقدم مثالًا حقيقيًا على كيفية إحياء التراث وتقديمه بطريقة عصريّة.

بقلم: فاطمة الزهراء سهلاوي

12 مايو 2025 - 18:29

جمعية إقلاع تخلد الذكرى الفضية لمهرجان بني عمار بلقاء مفتوح مع الدكتور حسن بلغازي

12 مايو 2025 - 13:04

التراند ميلاد اقتصادي وتطور تواصلي رصدي إعلامي

12 مايو 2025 - 08:16

المهرجان الدولي للسينما الإفريقية بخريبكة في دورته ال 25 يحتفي بالذكرى التأسيس 48

11 مايو 2025 - 22:18

الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية SNRT تفتح مباريات لتوظيف 73 إطار تقنيا جديدا في مجال البرودكاست

أضف تعليقك