عوالم رواية صوفي وسردها لسيرة الفلسفة


ظهرت رواية عالم صوفي في عام 1991 وهي رواية لجوستاين غاردر كتبها باللغة النرويجية تبعا للغة الأم وترجمت إلى 50لغة من بينها اللغة العربية. وتتمركز الرواية بشكل أولي وأساسي على الحوار الذي كان بين الفتاة صوفي أمندسن والرجل الغامض ألبرتوا كونكس وتعد هذه الرواية من الروايات التي تحكي سيرة الفلسفة وتتمحور على مجموعة من المفاهيم الفلسفية التي تأخذ القارئ إلى تاريخ الفلسفة.
تعد رواية صوفي رواية غنية بمجموعة من المعارف والأفكار الفلسفية الذي تجذب القارئ لقراءتها لأنها تحتوي على تاريخ الفلسفة ومكتوبة بشكل سلس وبسيط حيث سهلت مسألة تلقي قراءة الفلسفية تحديدا وأعطت فرصة للقراء للتعرف على الفلاسفة والأفكار الأساسية التي ساهمت في تشكيل تاريخ الفكر البشري من أفلاطون إلى نيتشه عبر أسلوب سردي ميسر.
تعتبر رواية عالم صوفي من الأكثر الروايات التي أقبل عليها الشباب وعموم القراء سيما وهي تحكى عن طريق فتاة في عمرها 14 ربيعا كانت تسكن مع والديها إلا أن أباها كان كثير السفر . وفي أحدى الأيام عندما كانت صوفي أمندسن، بطلة هذه الرواية عائدة من المدرسة إلى منزل والديها بعد إتمام حصص يومها، جاءها الفضول كأي إنسان وألقت نظرة على صندوق البريد الذي كان بجانب منزلها فوجدت رسالة عليها اسمها أخذتها وفتحتها في المنزل، لتجد فيها سؤالين، فلسفين شغلا مل الفلاسفة وشغلا الفناة البطلة والساردة، من أنت؟ومن أين جاء هذا العالم ؟ شدت إلى الرسالة وتساءلت من أرسلها.
هنا نتعرف على رجل يدعى ألبرتوا كونكس و هو المعلم الفلسفي الذي أخذ الفتاة في رحلة عبر التاريخ الفلسفة بسؤاله، بهذا المدخل سافرنا جميعا عبر الشخصيات السردية والأسلوب البسيط الذي جعل القارئ يتفاعل رغم التعقيد الذي جاءت به الإشكاليات والمفاهيم الفلسفية، لكن المؤلف قدمها بشكل سلس ولين يمزج بين الخيال والواقع.
جودة أسلوب الرواية وكتابتها الفنية والتقنية جعلت القارئ متشوق لمعرفة تطورات الحكاية والوصول إلى الختام، وبهذا ختمت صوفي عالم الرواية وعوالمها برحلة فكرية تمزج بين الأدب والفلسفة وتحمل القارئ معها في سفر علمي معرفي عبر أزمنة وأمكنة وسيرة الفلسفة باعتبراها تجربة إنسانية وجودية..
سلمى السكوري