حمزة بصير
ما زالت عاشوراء بالمغرب، تسودها مجموعة من الطقوس تشوه سمعة المملكة، حيث تلجأ النساء بهذا اليوم إلى طقوس وممارسات وعادات بائدة، وممارسة السحر والشعوذة لجلب العاشق أو تفريق الأحباب وغيرها من الأمور المشينة.
وعلى الرغم من الاستنكار والتنبيهات من ظاهرة الشعوذة والسحر في ليلة عاشوراء، على مواقع التواصل الاجتماعي، فإنها لا تزال تتكرر سنة تلو أخرى، إذ تقدم بعض الناس على التعاطي لهذه الأعمال وغيرها من الطقوس المخالفة للإسلام، بغرض الزواج أو الحفاظ على زوجها، لاعتقادهم بأن الشياطين تكثر في هذه المناسبة، ويعطي السحر مفعوله على غير باقي أيام السنة وشهورها.
وتقوم عدد من النساء خلال هذه المناسبة، باللجوء إلى المشعوذين من أجل الحفاظ على أزواجهم وحمايتهم من العين والحسد، حيث يتم الاشتراط بضرورة، توفير شعرة من رأس زوجها ومن مكان حساس آخر من جسمه بالإضافة إلى لباس داخلي له يكون قد استعمله، وحرقه يوم “شعالة” وإضافة بعض البخور والمواد المعدة من طرف الشخص، الذي يسمى أحيانا الفقيه أو الشريف أو الحاج أو الحاجة، من أجل أن يكون له مفعول جيد، ويصبح الزوج في ملكها لوحدها.
وتكلف مثل هذه العمليات، أثمنة باهظة تنعش جيوب المشعوذين، تتراوح ما بين 2000 و تصل أحيانا إلى 10 ألاف درهم، مستغلين جهل عدد من النساء وضعف إيمانهم، وركضهم نحو كلامهم الفارغ، على أن هذه الأيام يكون الجن مسخرا لخدمة أهداف الإنسان.
وتشهد بعض الأسواق الشعبية بالمغرب أبرزها سوق “الجميعة” بدرب السلطان بمدينة الدار البيضاء رواجا منقطع النظير خلال عاشوراء، حيث يرتفع الطلب على مخ الضبع، وزغب الفأر، وجلود بعض الحيوانات كالثعالب والقنافذ والسحليات، والثعابين، وكذا الأعشاب والأحجار والبيض الذي يستعمل في السحر والشعوذة، ويكسب من خلالها التجار في هذه المناسبة أموالا طائلة، مستغلين جهل فئة من المغاربة بالرغم من التطور التكنولوجي، ونهي الإسلام مثل هذه الممارسات.
وتحل ‘عاشوراء’ التي توافق العاشر من شهر محرم في السنة الهجرية، يوم غد الخميس، والذي من المنتظر أن يشهد الليلة في أولى ساعاته مختلف الطقوس الاحتفالية إلى جانب القيام بالأعمال الشعوذة الشيطانية.
