انطلاق الموسم السنوي للزاوية الرجراجية بالصويرة

انطلق، رسميا، الموسم السنوي للزاوية الرجراجية، أمس الجمعة، من زاوية سيدي محمد بن حميدة (حوالي 60 كلم من الصويرة)، والذي يشكل رحلة طويلة تمتد لحوالي أربعين يوما، وتظاهرة دينية وثقافية وسوسيوأقتصادية.

وحسب وكالة المغرب العربي للأنباء، استهل شرفاء ومريدو الزاوية الرجراجية، هذا «الحج الدائري» (الدور) بأضرحة السبعة رجال الذين يتم تقديمهم كأسلاف رجراجة، على 44 مرحلة في منطقة الشياظمة (شمال الصويرة)، ويمتد على مدار 44 يوما.

 

وتخللت هذا الحفل، الذي حضره عامل إقليم الصويرة، عادل المالكي، ورؤساء المصالح الخارجية والمنتخبين والسلطات وشخصيات أخرى، أمداح نبوية مع تلاوة آيات بينات من القرآن الكريم ومداخلات سلطت الضوء على التراث الأصيل الذي يمثله هذا الموسم السنوي، كل ذلك في جو من التقوى والتأمل.

 

وتم تقديم عرض شامل بهذه المناسبة حول تاريخ وإنشاء ودور الزوايا و «الرباطات».

 

وأبرز مقدم الزاوية الرجراجية، عبد العزيز المقدم، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء وقناتها الإخبارية (M24)، الجانب العريق لموسم الزاوية، الذي يتميز على الخصوص بمدته الطويلة وتوزيع أنشطته على فضاأت متنوعة، حيث يجري على حوالي أربعين مرحلة، ويمتد على مدار 44 يوما.

 

وأضاف أن الموسم يتميز، هذه السنة، بحضور ضيوف من مختلف جهات المغرب والخارج، مبرزا على وجه الخصوص مشاركة وفود الطريقة المريدية من السنغال وبعض الزوايا الموريتانية والطريقة النقشبندية في الصين، بالإضافة إلى وفد من الوجهاء من مدينة طرفاية وفاعلين من عوالم مختلفة.

 

وجدد عبد العزيز المقدم، مقدم الزاوية الرجراجية، نيابة عن شرفائها ومريديها، تشبثهم المتين بالعرش العلوي المجيد، وتجندهم الدائم وراء الملك محمد السادس لتنمية وتقدم المملكة.

 

وفي كلمة خلال الحفل، أكد رئيس المجلس العلمي المحلي بالصويرة، محمد منغيت، أن هذا الموسم يوضح بجلاء أن المغرب أرض الحضارات والثقافات بامتياز بروافده المختلفة (الأندلسية والعربية الإسلامية والأمازيغية والحسانية والإفريقية)، مع إبراز الدور الأساسي للزوايا على المستوى الروحي وفي توعية وتوجيه وتربية الأجيال الجديدة.

 

أما رئيس جماعة زاوية سيدي محمد بن حميدة، عبد الصادق السعيدي، فأوضح الدلالة الرمزية وخصوصية «الحج الدائري» لرجراجة، والذي يشكل أيضا تعبيرا عن مبادرة من سبعة رجال خلال فترة معينة من تاريخ المملكة في نشر وترسيخ الإسلام الصوفي والسني.

 

كما شدد على المفهوم الجديد لدور زوايا رجراجة من خلال الانفتاح، خلال العامين الماضيين، أثناء الاحتفال بهذا الموسم، على قضايا أخرى للمساهمة في التنمية المحلية، موضحا أن هذا الانفتاح يتماشى مع الأدوار التقليدية والأنشطة الروحية للزاوية، عبر تنظيم سلسلة من الأنشطة الثقافية والرياضية والاجتماعية التي تساهم في تعزيز تأثير دور زوايا رجراجة على الصعيدين الوطني والدولي.

 

وفي ختام الحفل، أدى أعضاء الوفد الرسمي، وشرفاء ومريدو الزاوية، صلاة الجمعة بمسجدها الواقع بمحمد بن حميدة.

 

ثم توجه عامل الإقليم والوفد المرافق، بعد ذلك، إلى ضريح سيدي علي بن بوعلي، حيث حضروا مراسم النحر.

 

وتتكون هذه الرحلة الفريدة من نوعها في المغرب بشكل أساسي من مرحلتين، الأولى تتم في سهل الشياظمة الساحلي والثانية شرق جبل لحديد.

 

وفي كل مرحلة، يتم إرساء مهرجان وسوق بالقرب من الأماكن التي يزورها رجراجة، مما يسهم في بث دينامية اجتماعية واقتصادية حقيقية بالمواقع التي يتم العبور منها.

 

وخلال (الجولة)، يطوف شرفاء رجراجة ما يقرب من 500 كيلومتر لزيارة 44 ضريحا، ومن ضمنها تلك الخاصة بالسبعة رجال الذين يتم تقديمهم على أنهم أسلافهم الشجعان.

تابعنا على Google news
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

ما 5 تيفي نود أن نعرض لك إشعارات بأهم الأخبار والتحديثات!
Dismiss
Allow Notifications