صاحب الجلالة : الجدية يجب أن تظل مذهبنا في الحياة والعمل

قال جلالة الملك محمد السادس إن المغرب تمكن من تحقيق العديد من المنجزات ومواجهة الصعوبات والتحديات، وأن المغاربة معروفون بخصال الصدق والتفاؤل والتسامح والانفتاح والاعتزاز بالتقاليد العريقة والهوية الوطنية الموحدة.

 

وأضاف صاحب الجلالة أن المغاربة معروفون بالخصوص بالجدية والتفاني في العمل، وأننا في حاجة اليوم إلى هذه الجدية.

 

وزاد جلالته أن المسار التنموي للمغرب وصل إلى درجة من التقدم واالنضج، فإننا في حاجة إلى الجدية للارتقاء به إلى مرحلة جديدة، وفتح آفاق أوسع من الإصلاحات والمشاريع الكبرى التي يستحقها المغاربة.

 

واعتبر جلالته أن الله أنعم على المغرب بالتلاحم الدائم والتجاوب التلقائي بين العرش والشعب، وهو ما مكن المغرب من إقامة دولة أمة تضرب في جذور التاريخ.

 

وقال جلالته “إن ما ندعو إليه، ليس شعارا فارغا، أو مجرد قيمة صورية. وإنما هو مفهوم متكامل، يشمل مجموعة من المبادئ العملية والقيم الإنسانية. فكلما كانت الجدية حافزنا، كلما نجحنا في تجاوز الصعوبات، ورفع التحديات”.

 

وقال صاحب الجلالة الملك محمد السادس أن الجدية تتجلى كذلك، في مجال الإبداع والابتكار، الذي يتميز به الشباب المغربي، في مختلف المجالات. وأخص بالإشادة هنا، إنتاج أول سيارة مغربية محلية الصنع، بكفاءات وطنية وتمويل مغربي، وكذا تقديم أول نموذج لسيارة تعمل بالهيدروجين، قام بتطويرها شاب مغربي.

 

وهي مشاريع تؤكد النبوغ المغربي والثقة في طاقات وقدرات شبابنا، وتشجعه على المزيد من الاجتهاد والابتكار، وتعزز علامة “صنع في المغرب” وتقوي مكانة بلادنا كوجهة للاستثمار المنتج. كما تتجسد الجدية عندما يتعلق الأمر بقضية وحدتنا الترابية.

 

وأضاف جلالته “فهذه الجدية والمشروعية هي التي أثمرت توالي الاعترافات بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية؛ وآخرها اعتراف دولة إسرائيل، وفتح القنصليات بالعيون والداخلة، وتزايد الدعم لمبادرة الحكم الذاتي. وبنفس الجدية والحزم، نؤكد موقف المغرب الراسخ، بخصوص عدالة القضية الفلسطينية، والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق، في إقامة دولته المستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية؛ بما يضمن الأمن والاستقرار لجميع شعوب المنطقة.

 

والجدية يجب أن تظل مذهبنا في الحياة والعمل، وأن تشمل جميع المجالات: الجدية في الحياة السياسية والإدارية والقضائية: من خلال خدمة المواطن، واختيار الكفاءات المؤهلة، وتغليب المصالح العليا للوطن والمواطنين، والترفع عن المزايدات والحسابات الضيقة. وفي المجال الاجتماعي، وخاصة قطاعات الصحة والتعليم والشغل والسكن. كما أن الجدية التي نريدها، تعني أيضا الفاعلين الاقتصاديين، وقطاع الاستثمار والإنتاج والأعمال. والجدية كمنهج متكامل تقتضي ربط ممارسة المسؤولية بالمحاسبة، وإشاعة قيم الحكامة والعمل والاستحقاق وتكافؤ الفرص”.

تابعنا على Google news
شاهد أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

ما 5 تيفي نود أن نعرض لك إشعارات بأهم الأخبار والتحديثات!
Dismiss
Allow Notifications