أحمد نور الدين: زيارة الرئيس الموريتاني للجزائر تأتي في إطار دبلوماسية الابتزاز والبترودولار

عبد المجيد تبون، ومحمد ولد الشيخ الغزواني

تعرضت التحركات الدبلوماسية الجزائرية الأخيرة على المستوى المغاربي لسخرية كبيرة، لا من طرف مواطني الجزائر، أو الخبراء في الشأن السياسي بالمنطقة، معتبرين أن سياسة التضليل وبيع وتصدير الأوهام وتغطية الفشل الداخلي والخارجي لا يمكن أن ينجح في ظل وجود نظام عسكري يهتم بالإضرار بغيره ولا يعمل على تصحيح مساره المليء بالفشل والسقطات المتتالية التي لا تنتهي، والتي أنهكت الشعب وجعلته يخرج في حراك، الذي أبرز بدوره وجود إشكاليات عديدة تعاني منها المنظومة المستوطنة لقصر المرادية.

وجاءت في هذا الإطار الدعوة الجزائرية لرئيس موريتانيا، والتي سبقها استقبال شخصيات عربية كرئيس فلسطين محمود عباس ومسؤولين ليبيين، وقيام الرئيس عبد المجيد تبون بزيارة لنظيره التونسي قيس سعيد.

وفي تصريح لقناة “ما 5 تيفي”، قال أحمد نور الدين، الخبير في العلاقات الدولية والشؤون المغاربية، إن الزيارة التي قام بها الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني للجزائر، بدعوة من الأخيرة تأتي في إطار دبلوماسية الابتزاز والبترودولار التي يمارسها النظام الجزائري على بعض الدول التي تعاني من الهشاشة السياسية أو الاقتصادية.

 

وأبرز نور الدين أن النظام الجزائري دشن هذا النوع من الدبلوماسية بشيك لرئيس فلسطين محمود عباس بقيمة 100 مليون دولار خلال دجنبر الجاري، تلاه شيك أخر لفائدة الرئيس التونسي قيس سعيد بلغ 300 مليون دولار، واليوم الحديث عن ثالث يصل مبلغه لـ 300 مليون دولار قُدم لموريتانيا.

وأضاف أن سياسة شراء الأصوات فاشلة، ومعظم دول العالم تعلم أن النظام الجزائري فاقد للشرعية داخليا ويعاني أزمات مركبة سياسية واقتصاديا واجتماعيا، والتي ازدادت بروزا بعد الحراك الشعبي الجزائري.

 

بخصوص إمكانية عودة الاتحاد المغاربي للانبعاث من جديد، يؤكد الخبير في العلاقات الدولية والشؤون المغاربية أن النظام الجزائري هو من كان يفشل التئام الدول الخمس من جديد، مشيرا لتصريحات الرئيس التونسي السابق منصف المرزوقي الذي كشف عن إفشال النظام الجزائري لمخططه بعقد قمة مغاربية منذ 2012، كون أن الرافض الوحيد لهذا الاجتماع الخماسي كانت الجارة الشرقية، بحجة التوتر مع المغرب على خلفية قضية الصحراء المغربية.

 

وتابع المتحدث ذاته، أن الجزائر هي من قام بمقاطعة الدولة المركزية للاتحاد المغاربي، التي احتضنت المقر وتم بها توقيع اتفاقية إنشاء هذا التنظيم سنة 1989 بمراكش، إضافة لدعم الجزائر للمخطط الانفصالي وقيامها بتمويل وتسليح ميليشيات “البوليساريو” ضدنا في الرباط، وكل هذا يكشف أنها فاقدة لأي شرعية للحديث عن الوحدة في ظل تشجيعها للانفصال.

 

واعتبر نور الدين أن زيارة الرئيس الموريتاني للجزائر لا تتعدى أن تكون استعراضية، وستعود بالنفع والفائدة المؤقتة على نواكشوط، من خلال شيك البترودولار، أما البروباغندا الجزائرية بوجود مبادلات تجارية وغيرها، فلن يكون لها وجود على أرض الواقع.

 وذكر خبير الشؤون المغاربية بأن الطريق الوحيد الرابط بين الجزائر وموريتانيا تبلغ حوالي 800 كيلو متر وهي غير معبدة، وعبورها يستلزم قوافل للجمال وليس شاحنات، وهذا ما يظهر أن الأمر مجرد أضغاث أحلام، مشيرا إلى أن الجزائر عبر يدها وصناعتها “البوليساريو” كانت وراء قصف العاصمة نواكشوط، وأن هذه الحرب التي كانت ما بين 1975 و1978 أدت لمقتل أزيد من ألفي موريتاني.

 

وأن هذه الزيارات تدخل في إطار الفقاعات الدبلوماسية والتي يحاول من خلالها النظام الجزائري أن يلمع بها صورته أمام المنتظم الدولي والرأي العام الداخلي الجزائري، لأن النظام الجزائري يعلم أنه فاقد للشرعية من خلال أعداد المواطنين الذين قاطعوا الانتخابات، مشيرا إلى أن نسب التصويت تراوحت ما بين 20 % 25% خلال الاستحقاقات الانتخابية الأخيرة.

تابعنا على Google news
شاهد أيضا

أضف تعليقك

هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie اوافق لمزيد من المعلومات، يرجى قراءة سياسة الخصوصية

سياسة الخصوصية