عيد الأضحى بين السنة والازمة الاقتصادية

لحسن كوجلي في مجرد رأي :

كم هو مؤلم جدا حين يشتد الحال الاقتصادي على المرء, ولا يجد لنفسه من سبيل سوى ان يرمق للسماء طالبا اللطف والمساعدة الربانية. حال شبيه لما يقع لكثير من البسطاء المعدبين في الأرض هذه الأيام المتزامنة مع عيد الأضحى المبارك. المناسبة التي يجد فيها المسلم الفقير نفسه مندهشا وعاجزا بين تحقيق الرغبة البالغة في الامتثال للتعاليم الدينية, وبين المجهود الشاق للبحث عن تمويل لتكاليف هذه الرغبة.

اجد نفسي عاجزا عن فهم ديننا الإسلامي في ظل اختفاء علمائنا المحترمين, سيما انه يقال عن ديننا بانه دين يسر, ودين يسوده التعاون والتضامن والتكافل الى اخره, و يقابل ذلك من جهة أخرى ان كثير ممن نامل منهم المساعدة, يجتهدون للاستثمار في ضعفنا وفي هلاكنا, عوض ان يعملوا على اصدار فتاوى او بلاغات تنهي من معاناتنا. فكيف لدين يسر ان يكلفنا ميزانية لا نملكها أصلا, من شانها ان تعمق من جراحنا بعد شهرين, أي مع الدخول المدرسي.
مصاريف عيد الأضحى, قد تعني للكثيرين منا , راتب شهرين او يزيد, ما سيدخلنا في دوامة الازمات بعد انصرام هذا العيد, وهو ما يعني ان الدين الداعي لهذا الاحتفال لم يعد يسيرا, بل عسيرا جدا.
مشكلتنا مع العيد, عمقته حكومتنا المحترمة, التي لم تعمل على إيجاد الحلول المناسبة, ومن اهم الحلول التي كنا ننتظرها منها, خصوصا بعدما فشلت في توفير السلسلة الحيوانية المحلية, رفع الملتمس الى صاحب الجلالة حفظه الله لالغاء الاحتفال بالعيد, أولا لتخفيف الاضرار على المواطنين, تم للاحتفاظ بالقطيع, للموازنة المستقبلية في أسواق اللحوم.

وارتباطا بالموضوع, نتساءل عن مال الخرفان المستوردة, وعن نصيب سكان العالم القروي منها, بحيث انه كان المفروض في الحكومة ان تكون المسؤول المباشر في عملية الاستيراد, والمشرف الوحيد في عملية التوزيع من اجل ضمان الاضحية للفقراء, مع مراعات الاسبقية لسكان العالم القروي الذين هلكوا بالجفاف وفقدان فرص الشغل, عوض إعطاء الفرصة للوبيات للاستثمار في ضعف المواطنين و توجيه هذه الخرفان المستوردة نحو الحواضر التي تتمع ساكنتها بكل الحقوق المادية والمعنوية.

والى ذلك الحين, يبقى الله تعالى هو امل الجميع في تحقيق امانييهم, هو المولى و هو النصير, وهو على كل شيئ قدير.

تابعنا على Google news
شاهد أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

ما 5 تيفي نود أن نعرض لك إشعارات بأهم الأخبار والتحديثات!
Dismiss
Allow Notifications