هل هي فلسفة أم أنانية.. من يتحمل مسؤولية الاقصاء؟
المنتخب المغربي

لا حديث يطوف اليوم في شوارع ومدن المملكة المغربية الا ويتعلق بإقصاء المنتخب المغربي من ربع النهائي على يد المنتخب المصري في كأس إفريقيا للأمم المقام بالكاميرون، منتقدا وبشكل حاد الناخب الوطني وحيد خاليلوزيتش محملينه الجماهير المغربية مرارة الإقصاء.
وخسر المنتخب المغربي لقاء الربع بنتيجة هدفين لهدف واحد، بعد أن كان المنتخب المغربي سباقا للتسجيل عن طريق ضربة جزاء أعلن عنها حكم اللقاء في الدقائق الأولى من الشوط الأول.
هذا الهدف كان لابد أن يعطي للمنتخب المغربي دفعة هجومية زائدة للبحث عن تأمين النتيجة خصوصا أمام منتخب متمرس طاف وجال القارة الافريقية وتعمق في خباياها ويعرف جل أركانها، إلا أن قرارات البوسني وحيد كانت مفاجئة ودفع المنتخب المغربي ثمن أنانية خاليلوزيتش، بل حتى الجماهير المغربية التي كانت تأمل رأية شبانها في قمة النهائي خذلها واقع منتخبها المر.
وبالعودة إلى مباراة الأمس التي يصعب نسيانها، بدا الخوف على متتبعيها بعد التغييرات في التشكيلة الرسمية للفريق ودخول أسماء لم تدخل في مربع التنافسية والانسجام مع اللاعبين الأساسيين، وما زاد الطينة بلة التراجع الى الوراء بعد الهدف الأول وترك المساحات للخصم المصري للعب بأريحية مطلقة والبحث عن التعادل و الضغط على المنتخب المغربي لتعديل الكفة، وهو ما سهل المأمورية على المدرب المصري الذي نجح وتألق بقراءته الجيدة لسذاجة خاليلوزيتش.
ففي الوقت الذي كان من الضروري أن يندفع المنتخب المغربي للبحث عن هدف ثاني في الشوط الأول، أظهر الناخب الوطني تخوفه من الفراعنة الذين استغلوا الحرفة والحنكة وسايروا ايقاع المباراة حتى تسعين دقيقة منتقلين الى الأشواط الاضافية بنفس النهج معلنين تفوقهم على منتخب شاب ذو أسماء وازنة تمارس في دوريات عالمية مع فرق عظيمة.
الخوف من الخسارة أو هو علم فلسفي يقرأه البوسني وحده وكأن المغاربة لا يفقهون شيئا في الكرة، تغييرات في الشوط الثاني من المباراة الحاسمة غير مفيدة وليست في محلها، تبديل نجم الفريق صانع الفرق في المنتخب المغربي سفيان بوفال واقحام لاعب عان كثيرا من دكة الاحتياط في ظل استهتار مدرب عالمي بقدراته التكتيكية والاحتفاظ بلاعب لم يقدم الإضافة ولعب 110 دقيقة، جعل المغاربة يدوقون مرارة أنانية المدرب والخسارة بل منهم من وافته المنية بسكتة قلبية.
المنتخب المغربي بقيادة وحيد خاليلوزيتش وبطاقم يصعب احصائه لكثرثهم، لم يستطع تجاوز عقبة الفراعنة الذين أصبحوا كابوسا مرعبا للكرة المغربية، فبالحديث عن الجانب التكتيكي الذي لم يكن حاضرا في اللقاء، لم يكن انسجام بين اللاعبين والسبب راجع الى بعض الركائز الجديدة في المبارة اضافة الى الخطة الدفاعية التي كسرت نهج اللقاء، الاكتفاء بالنصيري في مربع العمليات وأمرابط وحده في الوسط وفي الأطراف نجد حكيمي الذي يبدو أن وحيد يعتمده كمهاجم خالص يسجل له الأهداف ولا حديث عن منير الحدادي الذي كان خارج اللقاء ذهنيا وفكريا وكوريا والإبقاء عليه 110 دقيقة أمر لا يتقبله العقل نهائيا.
المدرب المصري كان فائق الذكاء وتعامل مع المباراة بذكاء دقيق لا مجال للخطأ فيه، تغييرات تكتيكية بالجملة في المواجهة أعطت أكلها وحسم التأهل الى النصف النهائي على حساب سذاجة مدرب أناني كما وصفوه.
الاقالة أمر ضروري وتصحيح الأوراق أمر مفروض على جامعة كرة القدم المغربية، فعلى بعد أسابيع من اللقاء الفاصل للمونديال لابد من تصحيح الأوراق قبل فوات الأوان.