كل ما يهم “الشريك النرجسي” في حوار مع أخصائية نفسية

الشريك النرجسي

ما 5 تيفي

 

انتشر بالآونة الأخيرة مصطلح “الشخصية النرجسية” بشكل كبير على مواقع التواصل الإجتماعي وكذا مختلف المنابر الإعلامية، مما جعل الكثير من الأشخاص في حيرة من أمرهم لإختلاف وتباين المعلومات حول هذا الموضوع.

 

كما غدا من الهين إنساب صفة “النرجسية” للشريك العاطفي، دون وجود أدلة مادية صحيحة علميا. وتفاعلا مع هذا الموضوع المهم والشيق؛ حاور موقع “ما 5 تيفي” ذكرى الريسوني، أخصائية نفسية اكلينيكية.

 

كسؤال أولي، ما هي النرجسية؟ وماذا تعني بالضبط؟

– النرجسية هي صفة تنسب عادة إلى الأشخاص الذين يبالغون جدا في حب ذاتهم وتعظيم قدراتهم، كما يحتاجون بشكل مبالغ فيه للتقدير.

ومن جهة أخرى، يقصد بالنرجسية علميا “اضطراب الشخصية النرجسية”، وهي حالة نفسية يتصف فيها المريض بإحساس مبالغ فيه بالعظمة مقارنة بالآخرين، علاوة على انعدام التعاطف مع الغير.
كما يعتبر الشخص النرجسي الآخر كأداة لتلبية رغباته واحتياجاته.

وكإضافة، أشدد على ضرورة عدم الخلط ما بين السلوك الأناني والتعالي وكذا اضطراب الشخصية النرجسية. فتناول الإعلام لموضوع “النرجسية”، مؤخرا، أمر جيد لكن جعل البعض في حيرة أمرهم حيث غدا مصطلح “النرجسي” ينسب لأي شخص بمجرد ممارسته لسلوك أناني.

 

ما هي صفات الشخص النرجسي؟

– أول الصفات، كما سبق وذكرت هي تعظيم الذات، غياب التعاطف والإحساس بالغير، تعامله مع الأشخاص مبني على الإستغلال أي لا وجود لروابط حسية وشعورية بل كل ما يهم النرجسي في مختلف علاقاته تلبية احتياجاته ورغباته. بالاضافة الى أنه يتغذى على عملية التقليل من الغير والإساءة إليه.

 

هل يدرج الإرتباط بالشخص النرجسي ضمن العلاقات السامة؟

– أكيد، فعلاقات الشخص النرجسي لا تعد ثنائية بل أحادية حيث أنها ليست مبينة على المشاركة والأخد والعطاء بل على تلبية إحتياجاته ومصالحه الشخصية دون مراعاة لمشاعر الطرف الآخر.

 

وبما أنها تدرج ضمن العلاقات السامة، هل الحل كما يأتي على لسان العديد من المختصين الإبتعاد أم ايجاد حلول وسطية؟

– هذا سؤال معقد جدا. لا يمكنني الحسم في هذه المسألة، إذ أن هناك درجات بإضطراب الشخصية النرجسية، نجد من يمكن التعايش معهم في حين يصعب التأقلم مع البعض منهم لصعوبة حالتهم النفسية النرجسية.
كما أن “الشخص النرجسي” قد يتجسد في صفة الأم أو الأب أو الأخ أو رب العمل، بهذه الحالات طبعا يصعب الإبتعاد وقطع العلاقة؛ لكن يستحسن الوعي بطبيعة الإضطراب والتعايش معه من خلال تعزيز الثقة بالنفس ومحاولة عدم التأثر بالتصرفات النرجسية السامة.

في حين إن كان الأمر يتعلق بعلاقات غير ضرورية، فالحل الأمثل الهروب. لأن التعامل مع الشخص النرجسي يتطلب طاقة كبيرة، يفضل أن يتم استثمارها بأمور أخرى.

 

وإن كان الأمر يتعلق بعلاقة زواج بشخص نرجسي ما الحل الأمثل بالنسبة لك؟

– بهذه الحالة الأمر معقد أيضا، فتبقى حرية الإختيار لكل شخص في الحفاظ أو التخلص عن علاقات بحياته لكن من وجهة نظري يجب أن يطرح شريك النرجسي سؤال جوهري على نفسه “هل هذه العلاقة ضرورية؟ وماذا تضيف لي؟” ومن المستحسن الإجابة بصدق وشفافية بعيدا عن الأعذار المبتذلة ك “غنصبر على قبل ولادي”، فالطلاق أحيانا ببعض الحالات المستعصية يكون أسلم لشريك النرجسي وأبنائه. كما أنصح شركاء النرجسيين إن استعصى أمر “الإنفصال أو الطلاق” بالإشتغال على شخصياتهم وتعزيز ثقتهم بنفسهم، علاوة على ضرورة وعيهم بطبيعة العلاقة.

تابعنا على Google news
شاهد أيضا

أضف تعليقك

ما 5 تيفي نود أن نعرض لك إشعارات بأهم الأخبار والتحديثات!
Dismiss
Allow Notifications