الحب بين الواقع والمواقع.. انفصال المشاهير

تبادل كلمات الحب والغرام أمام العلن في تدوينات ومقاطع فيديو أو تعليقات مدعمة بكمية قلوب حمراء يسر القلب لرؤيتها، ظاهرة اكتسحت العالم الافتراضي لتغدو النموذج المعتمد لدى شباب اليوم من أجل تحقيق نسب مشاهدات عالية وكذا تسلق سلم الشهرة بسرعة فائقة. فهل تعكس “مشاعر المواقع” فعلا الواقع؟

 

فلا شك أن مواقع التواصل الاجتماعي غدت مرتعا خصبا لمحتوى جديد بعنوان “الكوبل”، زوجان أو حبيبان اختارا أن يعرضا للعالم بأسره يومياتهما وكذا مشاعرهما وعلاقتهما العاطفية بمختلف تفاصيلها مابين تدوينات ومقالب يتم نشرها على منصة يوتيوب أو صور ومقاطع فيديو مرفقة بأرق وألطف الأغاني الرومانسية.

 

أشخاص وجدوا متعتهم في “التعبير عن مشاعرهم” أمام العلن والكشف عن تفاصيل حياتهم الخاصة مقابل “اللايكات” أو المتابعات.

 

 

موجة “حب المواقع” سرعان ما تنتهي بخبر إنفصال علني، فبداية علاقة أمام جمهور غفير تقتضي إعلان نهايتها كذلك بالطريقة نفسها. لتنطلق تعليقات رواد العالم الافتراضي ما بين مؤيدين للقرار وبين من يحن قلبهم لتلك المواقف الرومانسية المسجلة بين الطرفين؛ لكن السؤال الذي يتكرر دائما بالنهايات : “هل كان ذلك الحب الوردي الذي وثقته عدسات كاميرات الهواتف حقيقة أم مجرد وهم زائف؟

 

 

طلاق أو إنفصال شخصين خارج إطار “المواقع” يبدو أمرا عاديا، لكن إن تعلق الأمر بطرفين إختارا إشراك طرف ثالث بالقصة “الجمهور”، يغدو خبر الانفصال قضية رأي عام، الكل يبدي رأيه بعلاقتهما كأنه حق مشروع ما بين منتقدين للفتاة “ليست جميلة، يستحق الشاب الأفضل، كان قراره صائبا”،وآخرون يحاولون بشتى الطرق إكتشاف سبب الإنفصال ليرتدو زي عالم الاجتماع أو أخصائي علاقات إجتماعية.

 

 

“حب المواقع” موجة إكترونية غريبة لم تقتصر على نشطاء منصات التواصل الاجتماعي أو المؤثرين واليوتيوبرز بل شملت كذلك نجوم الغناء والتمثيل، إذ وجد مجموعة من المشاهير أنفسهم بعد “الإنفصال” مضطرين لمشاركة جمهورهم هذا الخبر من أجل إغلاق صفحة “حب المواقع” والشروع في بداية جديدة.

 

 

نشر تفاصيل العلاقات العاطفية على “المواقع” ظاهرة رقمية أفقدت المشاعر الإنسانية قيمتها وجعلت من “الحب” تجارة ووسيلة لتحقيق مبتغيات مادية “كالمال والشهرة”.

تابعنا على Google news
شاهد أيضا

أضف تعليقك

هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie اوافق لمزيد من المعلومات، يرجى قراءة سياسة الخصوصية

سياسة الخصوصية