إعتراف مدريد بالحكم الذاتي.. حدث تاريخي لدولة كان لها دور في النزاع المفتعل

حنان الزيتوني
يدعم الاتحاد الأوروبي قرار حكومة مدريد القاضي بالاعتراف بالحكم الذاتي كأساس حقيقي وملموس لأية عملية سياسية في نزاع الصحراء المغربية، و يعد الموقف الاسباني الاخير حدثا أثار ضجة في الساحة السياسية من جديد.
وفي هذا الصدد صرح ، رضوان جاخا، رئيس مجلس شباب ورززات و محلل سياسي، أن ” الموقف الإسباني الأخير بشأن الصحراء المغربية يُشكّل حدثاً ورجّة جيو_سياسية كبيرة جدا من دولة كان لها يد مباشرة في اندلاع هذا النزاع الإقليمي المُفتعل، فإسبانيا تعرف خبايا هذا الملف ولها وثائق تاريخية كيف لا وهي التي استعمرت الأقاليم الصحراوية المغربية منذ سنة 1884 إلى حدود 1976 وانسحابها بعد توقيع اتفاقية مدريد سنة 1975″.
و في تصريح لموقع “ما 5 تيفي”، شدد المتحدث قائلا، ” موقف الجارة الشمالية يوازي اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بَعد قرارها الرئاسي المُؤيد لسيادة الوحدة الترابية للمملكة، فرسالة رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز إلى الملك محمد السادس حمَلت في طياتها تغييرا جذريا وكبيرا للإسبان اتجاه قضيتنا الوطنية، انتصار دبلوماسي ضَخم يُؤكد بالمَلْموس الحَسم الشّبه نهائي لهذا النّزاع الإقليمي المُفتعل وحَلْحَلتِه دِبلوماسيا وسياسيا.
وأبرز رضوان جاخا في تصريحه على أن رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز، سبق و أبرز أنّ المغرب وإسبانيا تجمعهما ” أواصر المحبة، والتاريخ، والجغرافيا، والمصالح، والصّداقة المُشتركة”، فالشّعبانِ المغربي والإسباني ” حسب سانشيز يَجْمعهما نفس المصير أيضا”، وفي هذا السّياق جاء الموقف التّاريخي للجارة الشمالية بخصوص قَضيتنا الأولى حيثُ “تعتبر المبادرة المغربية للحكم الذّاتي بمثابة الأساس الأكثر جدية وواقعية ومِصداقية من أجل تسوية الخلاف المُتعلّق بالصّحراء المغربية.”.
وأردف المحلل السياسي، أن الصّحراء هي قَضية مَلك وأمّة بالنّسبة للمغرب، قضيةٌ ما فتِئت الدولة المغربية تَعمل على حصرية الأمم المتحدة في التّداول بشأنِها، وفي هذا الإطار فقد نَوّه رئيس الحكومة الإسبانية بالمجهودات الكبيرة التي يبذُلها المغرب لمساعدة الأمم المتحدة والتّفاعل الإيجابي معها، وهذا ماعبّرت عَنه العديد من تقارير الأمين العام للأمم المتحدة وحتّى قرارات مَجلس الأمن الدولي.
وأكد رضوان جاخا قائلا ” إن كلّ هذه المؤشرات الدّالة إذا عَمِلْنا على تحليلها تَحليلاً واقعيّا ومَوضوعاتِيّا نَسْتشِفّ من زاوية أولى صَواب دبلوماسية الحزم التي تنهجها المملكة المغربية “مغرب اليوم ليس هو مغرب الأمس”، فالملك محمد السادس أكّدَ في خطاب عيد المسيرة الخضراء على أنّ المغرب سَيتعامل بِصرامة معَ أصحاب المواقف الغامضة أو المُزدوجة التي لن تكون معهم أي خطوة اقتصادية أو تجارية لا تشمل أقاليم الصحراء المغربية، ومن زاوية ثانية يُعبّرُ عن حُسن نوايا المملكة المغربية والتّفاعل الإيجابي مع الشرکاء الدوليين الصادقين، فَالدّور الجيوسياسي الذي أصبح يَلعبه المغرب قاريا ومغاربيا ودوليا في شتّى المجالات والقطاعات يَجعلهُ يُعدّد الشركاء وفق علاقات رابحرابح وفي احترام تام للسّيادة الترابية للدول.
وأردف المتحدث أن المملكة المغربية تعمل دائماً على بناء شراكات مُثمرة، وفي هذه الأرضية أكّد رئيس الحكومة الإسبانية في رسالته إلى الملك محمد السادس على أن “هدفنا يتمثل في بناء علاقة جديدة تقوم على الشفافية والتّواصل الدّائم، والإحترام المتبادل والإتفاقيات المُوقعة بين الطرفين والإمتناع عن كل عمل أحادي الجانب، وفي مستوى أهمية جميع ما نتقاسمه، وفي احترام للسّيادة الترابية للبلدين” .