كيفية التعامل مع السلوك السلبي لطفلك
لعل أكثر ما يتميز به الأطفال في سن مبكرة هو السلوك المشاغب أو عدم الطواعية

يقول «لا، على الدوام
بين عمر السنتين والخمس أو الست سنوات تقريبا فض طفلك كل ما تقترحينه عليه، سواء تمثل ذلك الأكل أو الشراب أو اللعب أو ممارسة أي نشاط المهم برأيه هو معارضتك، ليثبت لك انه موجود وله رأيه الخاص .. ينصحك الاختصاصيون بعدم الانفعال كثير أمامه، وإنما أخذ رفضه في الاعتبار، ولماذا لا تريد؟ اجعليه يشعر أنه يستطيع مقاومتك، ويستطيع التعبير عن رأيه، إلا أن تفهمك لأفكاره وأراءه يبقى ضمن حدود معينة. اعترفي بالأمور المنطقية التي يرفضها . مثل رفضه لتناول الجزر لأنه غير لذيذ، رغم أنه جربه مرة ومرتين وثلانا … لكن لا تستسلمي لنزواته. لا لا يمكنك عبور الشارع حين تكون الإشارة حمراء أو لا. لا يمكنك الاستمرار في اللعب لأن الوقت قد تأخر وعلينا العودة إلى المنزل. ابقي مصرة على موقفك في مثل هذه الحالات، واجعليه يفهم أن قرارك هو الذي سينفذ في النهاية، لكن لا حاجة لإثبات سلطتك عليه بشكل مستمر ومعارضته في كل الحالات. حافظي على التوازن بين الصرامة والتفهم حسب الظروف.
ينفجر غضبا عند رفض أي طلب له
بين عمر السنتين والأربع سنوات، يؤسس الطفل نواة شخصيته المستقبلية. ويحاول إجبار أهله على الرضوخ لطلباته للحصول دوما على الأفضل والأكثر. لذا، نجد الطفل في هذا العمر يعارض أهله بعنف، لأنه لا يتحمل رفضهم لطلباته أو حرمانه من الأمور التي يرغب فيها. هكذا، يلجأ إلى نوبات بكاء مشتعلة ومتكررة حتى ينال في النهاية ما يريده. بنصحك الاختصاصيون بفرض حدود على طفلك. إذا كنت في المنزل، أرسلي الطفل فورا إلى غرفته حين ينفجر في نوبة الغضب واطلبي منه البقاء هناك حتى يهدأ. هكذا يفهم أن أمه هي التي تفرض القواعد في المنزل، وليس هو من يقرر ما يجب أن يحصل. وإذا كنت خارج المنزل، مع مجموعة من الأشخاص، قاومي نوبات غضبه ولا تستسلمي لها مهما كلف الأمر، ولا تنسي أن صرامة الأهل تبعت الطمأنينة في الطفل. وحين تزول نوبة الغضب، تحدثی إلى الطفل بروية وعقلانية. وما الذي حصل؟ لماذا | تصرفت هكذا؟»، أثبتي له أن نوبات غضبه وبكائه ليست هي الطريقة الصحيحة للحصول على مراده.. اجعليه يفهم أنك قد تلبين بعض مطالبه إذا تصرف بتهذيب أكبر وعقلانية أفضل.
لا يريد مشاركة ألعابه مع الآخرين
بين عمر السنتين والأربع سنوات، يكون الطفل في طور تنمية شخصيته، ويسعى إلى جمع الأجزاء المختلفة (أي الأهل، والاستقلالية، والرفض، والسلطة …) مثل قطع الأحجية لتكوين شخصيته الفريدة والمستقلة, والواقع أن الألعاب تشكل جزءا من هذه الأحجية، ويعتبرها الطفل مثل تمدد لذاته وكيانه. لذا، لا يجد مبررا المشاركة هذه الألعاب مع شخص آخر. إذا حصل الشجار على الألعاب بين طفلك وأطفال آخرين، دافعي طبعا عن طفلك واطلبي من الأطفال الآخرين إحضار ألعابهم الخاصة. دوني اسم طفلك على كل ألعابه لجعله يتأكد أن هذه الألعاب هی ملکه فعلا. لا تحاولي أبدا الطلب منه للتخلي عن ألعابه لصالح الآخرين. افهمي أنه في هذه المرحلة من العمر، يكون الطفل مركزا كثيرا على ذاته، وهذا أمر طبيعي حتى يصل إلى مرحلة الرشد، وهو متحرر من عقدة الذات والأنانية
يتحرك بشكل مستمر دون أية راحة
تشير هذه الحركة الدائمة والمستمرة إلى أن طفلك مفعم بالطاقة والحيوية، وهذا أمر طبيعي، فحتى عمر الأربع سنوات، يكون الطفل مستكشفا طبيعيا ويعجز عن تركيز انتباهه على أمر محدد لوقت طويل. واعلمي أن الطفل الكثير الحركة ليس بالضرورة طفلا شقيا وسيئا ومزعجا. اتركي طفلك على سجيته طالما أنه لا يؤذي أحدا، ولا تجبريه على الهدوء. فالبقاء من دون حركة قد يبعث القلق عند الطفل لأنه يعطيه الإحساس بفقدان الطاقة الحيوية. اجعليه يمارس الرياضة والنشاطات الفنية التي تتيح له إخراج الطاقة الكامنة داخله .