لحسن كوجلي في مجرد رأي / يا اخوتي جاء الوزير

مجرد رأي:

متحملا مشقة الوقوف للاستماع الى مداخلة السيد الوزير وهو يخطب في جمع غفير من الناس في أمور تهم البلد, وقفت على تسجيل عدة ملاحظات كادت ان تصيبني بالغثيان.

 

وزير، يتحدث في امور الدولة العظمى بلا مقدمة ولا عرض ولا خاتمة تليق بقامة مسؤول حكومي رفيع المستوى. استغربت لهذا الشخص الذي اعتمد عليه المغاربة كواحد من الأعمدة المعول عليها لحمل اثقال المسؤولية في سبيل الوصول الى صناعة رفاهية المواطنين.

 

يدخل الوزير من الباب الرئيسي محاطا بوفد رفيع، يتبعه العشرات من المتسولين يلتقطون له مشاهد المشي والقاء التحايا على مستقبليه الذين انهك الوقوف قواهم من طوال انتظار الوزير. مواطنون مغلوبون على امرهم يتدافعون لسرقة بعض الصور مع السيد الوزير للافتخار بها على جدارات المواقع التواصلية.

 

دخل الوزير إلى قاعة الاستقبال متكأ على فروش موضوعة وزرابي مبثوثة فطال مكوته , وكان في ذلك مبعث قلق منتظريه. غصت القاعة بالناس عن اخرها, اكثرهم لا يعلمون شيئا عن المناسبة, بعضهم تم استدعاؤهم للرفع من الرقم المطلوب, وبعضهم حلوا ضيوفا من غير دعوة بنية ضمان وجبة الغذاء .

 

افتتحت اشغال اللقاء, القى الملقون كلماتهم, تم ظهر السيد الوزير وهو يتقدم الى امام المكرفون بخطوات شيخ هرم. يتناول كلمته بصوت هزيل على غير عادته, استغل حماقة الناس وجهلهم بالامور, فمضى في القاء حديثا لا نملك القدرة في الرد او نغلض عليه في القول, هو جاء ليقل شيئا كما يقتضيه الواجب وكما تفرضه عليه المناسبة والظرفية. يتحدث في أمور الدولة الكبرى لقوم لا يقدرون حتى على شراء البصل والطماطم والبطاطس, لقوم كان في حضورهم فقط الرغبة في اكل بعض اللقمات. لا جديد جاء به الوزير, سوى اننا رايناه وعظمناه وصفقنا لكلامه وان كان يعلم انه لم يقل شيئا, ولكن كان لابد له ان يأتي, ويلتقط بعض الصور مع قصر العقول ممن لم يزد حضورهم الا رقما…

تابعنا على Google news
شاهد أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

ما 5 تيفي نود أن نعرض لك إشعارات بأهم الأخبار والتحديثات!
Dismiss
Allow Notifications