كل ما تريد معرفته عن الاكتئاب الموسمي في حوار مفصل مع الدكتورة ندى عزوزي

الدكتورة ندى عزوزي طبيبة اختصاصية بالأمراض النفسية والعقلية

ما 5 تيفي – غيثة الفائز

 

هل سمعتم يوما عن الاكتئاب الموسمي؟ تغير الفصول والمناخ ينجم عنه أحيانا الاضطراب الموسمي العاطفي، وهو أحد الأنواع الفرعية للاكتئاب الذي يصيب الأشخاص تزامنا مع فترة الانتقال من فصل لآخر.

 

للحديث بالتفصيل عن هذا المرض، قناة ما 5 تيفي في حاور خاص مع الدكتورة ندى عزوزي، طبيبة اختصاصية بالأمراض النفسية والعقلية.

 

 

ما هو الاكتئاب الموسمي؟

 

الاكتئاب الموسمي عبارة عن اضطراب للمزاج يحدث تزامنا مع تغير الفصول، أي خلال فترة الانتقال من الصيف إلى الخريف أو من الخريف إلى الشتاء.

وقد نجد بعض الحالات القليلة التي تعاني من هذا الاضطراب بفصل الربيع. ويتم ربط هذه الحالة النفسية بنقص الإضاءة الشمسية.

 

ماهي أعراض الاكتئاب الموسمي؟

 

– قد تتصاعد أعراض الاكتئاب الموسمي من حزن بسيط وعادي إلى أعراض اكتئاب حقيقي، نذكر منها: الحزن الشديد، اضطراب الشهية، اضطراب النوم، فقدان المتعة، فقدان الرغبة بالأمور الاعتيادية، فقدان الطاقة. وقد يزداد الوضع سوء بوصول المريض إلى مرحلة المعاناة من أفكار انتحارية.

 

هل فعلا الاكتئاب الموسمي مرتبط فقط بفصل الخريف والشتاء؟

 

-هذا الاضطراب لا يتعلق فقط بفصلي الخريف والشتاء، بل نجد مجموعة من الأشخاص تعاني من الاكتئاب الموسمي بفصل الربيع. ما يمكنني تأكيده هو أن هناك علاقة وطيدة بين مزاج الإنسان والمناخ.

 

ما هي سبل الوقاية من هذا الاضطراب؟

 

– يمكن للإنسان أن يحمي نفسه من هذا الاضطراب الموسمي بعرض نفسه لأشعة الشمس بشكل كافي بفصل الصيف أو تناول فيتامين دي كمكمل غذائي. علاوة على الإكثار من الأنشطة الممتعة بالفترات التي من المفترض أن يصاب بهذا الاضطراب كنهاية فصل الصيف وبداية فصل الشتاء. كما يجب أن يحرص على تناول أكل متزن مع ممارسة الرياضة وشرب كميات مهمة من الماء.

 

متى يجب زيارة الطبيب بشكل مستعجل في حالة الاصابة بالاكتئاب الموسمي؟

 

يجب أن يسارع المريض إلى أقرب عيادة طبيب نفسي عند ظهور أعراض الاكتئاب التي ذكرتها مسبقا وخاصة إن تطور الأمر إلى تفكيره بالانتحار أو الموت. لذا من المستحسن أن يزور المريض الطبيب قبل تفاقم الوضع، فالعلاج المبكر يعفيه من تناول الأدوية لمدة مطولة.

 

ما هي أنواع الأطعمة التي تحمي من الاكتئاب الموسمي؟

 

– من باب الوقاية من مثل هذه الاضطرابات النفسية، يستحسن الابتعاد عن الأطعمة المصنعة التي تضم مواد يصعب على الجسم التعامل معها في حالة تراكمها. ومن المستحسن تجنب السكريات الخاطئة بتعويضها بسكريات صحية مثل المتوفرة بالفواكه.

 

في حين أنصح الجميع بتناول الخضر بجميع ألوانها وأنواعها، خاصة ذات اللون الأخضر مثل: ” الخس والسبانخ”. وأحثهم على الإكثار من الحبوب والمكسرات وكذا السمك الأزرق الغني بالفيتامينات.

 

هل فعلا تصاب النساء بهذا الاضطراب أكثر من الرجال؟

 

– نعم، النساء يصبن أكثر بالاكتئاب عامة مقارنة بالرجال. لكن أريد أن أوضح أن هذا الأمر لا يعني بتاتا ضعف المرأة. لنذكر “الإدمان” كاضطراب مثلا، يصاب به الرجال أكثر من النساء. ومنه، بعض الأمراض توزع نسبها بطرق مختلفة حسب جنس المريض.

 

وأريد أن أضيف بخصوص موضوع الاكتئاب الموسمي عامة، أنه ليس هناك دراسات كافية عن علاقة اضطرابات المناخ باضطراب المزاج. ليس هناك تفسير مباشر يمكننا أن نستند عليه للوصول إلى حلول واضحة أكثر.

 

نصيحتك للأشخاص الذين يرفضون العلاج النفسي، باعتباره ضعفا أو عيبا؟

 

-سؤال جد مهم، ما أقوله لهذه الفئة هو ” صحتكم هي راس مالكم” تجنبوا الاصغاء للآخرين وأحكامهم الفارغة، ضعوا صحتكم بأعلى قائمة أولوياتكم بالحياة. العلاج النفسي والدواء في حالة مرضك سيمنحك فرصة العيش بطريقة جيدة. تقبلوا المرض، فالمرض النفسي ليس بعيب. وأنصحكم في حالة معاناتكم من اضطراب معين بالعلاج المبكر وعدم تضييع وقتكم في التفكير بكلام الناس.

 

فمن الشائع والمتداول أن الطبيب النفسي يصف لمريضه أدوية كثيرة، لكن الصحيح أن هذا الكم من الأدوية يناسب الحالة المتقدمة من المرض التي وصل لها المريض، كلما سارع الشخص بزيارة مختص كلما قلت الأدوية وسهل العلاج.

 

بما أنك ذكرت أستاذة ندى موضوع الدواء، فبعض الأشخاص يصرون على عدم الذهاب لعيادة طبيب نفسي تجنبا لتناول ما سيصفه له من أدوية لعلاجه، ما رأيك بهذا الأمر؟

 

هذا موضوع شاسع جدا، هناك مجموعة من الإشاعات عن الأدوية الخاصة بالعلاج النفسي التي تجعل البعض يترددون قبل الاقدام على زيارة عيادة الطبيب.

 

ما يمكنني قوله، لا يمكن لطبيب أن يصف لمريضه دواء يضره ولا ينفعه. نحن نصف الأدوية حسب حالة المريض ووضعه لذا أشدد على ضرورة المبادرة للعلاج المبكر وعدم التهاون فيما يخص المرض النفسي لكي يكون العلاج سلس وسهل.

 

أنا أشبه المريض الذي يقول “أريد أن أتعالج لكن دون دواء كمن هو مصاب بداء السرطان بحالة متقدمة ولا يريد الخضوع لحصص العلاج الكيميائي تفاديا لتساقط شعره، فهذا أمر غير منطقي.

تابعنا على Google news
شاهد أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

ما 5 تيفي نود أن نعرض لك إشعارات بأهم الأخبار والتحديثات!
Dismiss
Allow Notifications