العنف ضد الرجال.. ظاهرة جديدة من طابوهات المجتمع المغربي، سمعنا الكثير عن العنف ضد المرأة، لكننا لم نجرأ يوما، أن نتخيل أن الرجال في المغرب باتوا يعيشون ويعانون من نفس الشيء، بل منهم من لم يستطع الصبر ولجأ إلى السلطات للتبليغ عن زوجته حتى تهدأ عن تعنيفه.
وأوضحت المندوبية السامية للتخطيط، خلال كشفها عن نتائج بحث وطني أنجزته بخصوص العنف الممارس ضد الرجال، والذي أجرته تزامنا مع البحث المتعلق بالنساء أيضا في ذات الموضوع، أن الهدف لم يكن على الإطلاق الاستهوان بالعنف الذي تعاني منه المرأة، لكنها ظاهرة جديدة تنتشر وأصبحت تهدد مجتمعنا.
وكشفت المندوبية ذاتها، عن استطلاع أجري على 3000 رجل مُعنف أن 70% منهم تعرضوا للعنف مرة واحدة على الأقل في حياتهم، 75٪ منهم من سكان المدن و 61٪ من سكان القرى.
وحسب نفس المصدر، فإن هذ الظاهرة منتشرة إلى حد ما بشكل أكبر ضمن فئة الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و 34 عامًا (47٪ مقابل 29٪ بين أولئك الذين تتراوح أعمارهم بين 60 إلى 74 عامًا) ، وبين الأفراد غير المتزوجين (46٪ مقابل 40٪ بين المتزوجين) ، وبين الحاصلين على تعليم عالٍ (46٪ مقابل 33٪ لمن ليس لديهم أي مستوى دراسي).
هذا وكان الغرض من هذا البحث، هو تسليط الضوء عن ظاهرة اجتماعية جديدة، في مجتمع ديمقراطي يحترم حقوق الإنسان، أرقام صادمة تجعلك تطرح عدة أسئلة في نفسك.. هل هناك فعلا رجال خاضعون لسيطرة زوجاتهم، أم أن زوجاتهم أصبحن يعنفونهم في إطار المساواة؟
